يعيش الإنسان في الدنيا حياة لا تخلو من المصائب والمحن لكونه في دار بلاء وامتحان فسُنن الله في خلقه مستمرة وقضاؤه على عباده سائر لا يتوقف وكل واحد منا إلا ويتعرض الى مشاكل ومصائب وتقرعه قوارع الدهر ولا يمكن أن تصفو الدنيا لأحد فكلما انتهت فيها مصيبة أتت أختها لهذا لا سلامة فيها من النكد والأحزان والشرور..
لذلك الناس في الصبر على البلاء درجات كما أنهم يختلفون في طريقة التعامل معها فمنهم من يبلغ بهم قلة الإيمان بقضاء الله وقدره إلى درجة ينفد فيها مخزون صبرهم بسرعة فتجدهم يجزعون ويسخطون من مصابهم ومنهم من يهرع إلى البوح لإفراغ مشاعره التي يحس بها بعد الذي تعرض له لكي يحس بالراحة النفسية وهناك فئة أخرى وهي التي تلجأ إلى الكتمان لأنها تخشى الإفصاح بما يضمُر في دواخلها لضعف ووهن منها فليس كل مُصاب في هذه الحياة قادر على البوح بما يقاسيه ..
فالواقع يخبرنا أننا كلنا معرضون للأعطاب النفسية وإلى الدخول في أزمات نفسية حادة ويستوي في هذا الرجال والنساء غير أنه من غير المعقول عدم الاعتراف بذلك عند الغالبية فالكتمان يواجهنا بالنقد والتحليل من زاوية نفسية لتقديم رؤية وقائية تحصن الذات من هشاشة الاعتقاد غير الواعي بحقيقة الكتمان من خلال بناء أسس ومبادئي توفر للذات مناعة قوية لكي لا تدفعه إلى مزالق قد تؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه ..