أكثر ما يؤلم طرحا في ميدان المقال والكتابة،
أن تُكتب مقالات طويلة يفترض أنها ذات نفع دينيٍ كان أو اجتماعي أو قيمي أو فكري، بيد أن جمال المعنى يئنُّ من وطأة هزالة النص لغويا أو إعرابيا أو إملائيا. وأتساءل لمَ لاتُعرض هذه النصوص على مدقق لغوي طالما الكاتب ليس لديه الخبرة الكافية والمهارة الشافية والدقة اللازمة لتحرير وصياغة نص ليس فيه علامة ترقيم واحدة، والأسلوب متواضع والأخطاء تطل برأسها القبيح بين السطر وأخيه.
ومن المخزي أن تتطلع مشرئبا بعنقك متوقعا كاتبا مراهقا أو شابة يافعة تفتقر للعلم والخبرة، فتفقد اتزانك حين تصدم برجل رشيد وسيدة منيفة بل ولقب عظيم لكاتب شهير .
الكتابة الأدبية لا يجزئها جودة الفكرة إن لم يحملها أسلوب فاخر ومحتوى سليم منزه من مرفوع يُنصب وهمزات وئيدة لا ترى النور .
سئمنا الركيك من القوالب بحجة غِنى المضمون،
كمن يقدم طعاما لذيذا في وعاء دنِسٍ مكسور، أو خشبُ زانٍ ثمين تحمله سفينة مهترئة تنبئ بغرقٍ مع كلّ موجة ثائرة.
لهذا أصنّف الكتّاب في عصرنا هذا إلى صنفين :
كاتبُ فكرة ولاشيء آخر،
وكاتبٌ يبدع فيجيد الصنعة إتقانا وسبكا.
فالأول شبه كاتب..
والثاني أديب
حقيقي كامل .