يمر الإنسان بمرحلة مشابهة لمرحلة احتراق عود الثقاب، يحترق بالكامل ويبقى على شكله، ولكن ما إن تهب عليه نسمة واحدة قد تبعثره بالكامل فما الذي يحول الإنسان من شعلة حماس إلى رماد؟
هل سمعت يوماً عن مسمى الاحتراق الوظيفي؟ او ما يسمى (الجرح المعنوي)؟
هذا الشعور ينتج عن حالة من الضغط العصبي في العمل ويأتي معه حاله من الاجهاد البدني والنفسي وتراجع في الانتاجية.
وتم تعريفة علمياً على انه: حالة نفسية تصيب الموظف تؤدي به إلى فقدان الرغبة في العمل، وتترافق مع انخفاض مستوى الاداء الوظيفي فضلاً عن الإرهاق الجسدي والعقلي الناجم عن ضغط العمل.
سنتعرف عن أسبابه، مراحل تطوره، اعراضه، واخيراً طرق الوقاية منه.
يقول الاستاذ عبد الرحمن الجبير بأن عدم الثقة بالموظفين وتقويض امكاناتهم وضعف التكامل الاداري بين محاور المنظومة يضيق مساحات التميز والإبداع، ويبقى الموظفين على كراسي الانتظار للراتب حتى اخر الشهر لا أكثر، او النظر المستمر للساعة لمعرفة المتبقي للانصراف في كل يوم من ايام العمل.
ويصيب الاحتراق الوظيفي الموظفين اللذين يمضون فترة طويلة من حياتهم في نفس الوظيفة. وقد تختلف تلك الفترة بحسب طبيعة العمل.
وقد تمتد مدة الاحتراق على أبعد تقدير في الحالات الحرجة إلى قرابة الثلاث سنوات، أما أقله فإنه يستمر لبضع اسابيع فقط.
ويرجع ذلك لعدة عوامل منها:
1- كثرة المهام: على الفرد الواحد من المجموعة وقصر وقت الانجاز يؤدي إلى ضغط في العمل.
2- الظلم الوظيفي: من قلة التحفيز والعلاوات وتقديم المساعدة الضرورية.
3- نقص التواصل الاجتماعي: كالشعور بالعزلة في بيئة العمل.
4- اختلال التوازن بين العمل والحياة: الشعور بقلة في الطاقة والانهاك المزمن وعدم استطاعة الفرد حتى توفير وقت للجلوس مع العائلة.
كما ان الاحتراق الوظيفي لا يحدث فجأة أو دفعة واحدة ورغم اختلاف الاعراض من شخص لأخر إلا ان هنالك مراحل يمر بها الشخص حتى يصل إلى الاحتراق في النهاية.
مراحل الوصول للاحتراق الوظيفي:
أولاً: الطموح المفرط: عندما تتولى عملًا أو وظيفة جديدة، فإنك تكون متحمسًا لإنجاز كل شيء على أكمل وجه وتبدأ في النظر إلى زملائك الأعلى منك في الدرجة الوظيفية وتطمح لأن تصل إلى مكانتهم سريعًا.
ثانياً: دفع نفسك للعمل بجدية أكبر: يدفعك الطموح إلى العمل بجهد وبجدية أكبر من أجل الوصول إلى هدفك.
ثالثاً: إهمال احتياجاتك الخاصة: ترى أن العمل بجدية لا يحقق النتائج التي ترغب بها سريعًا فتحاول اقتطاع بعض الوقت من حياتك الشخصية فتبدأ بالتضحية ببعض من وقت النوم، وقت ممارسة الرياضة أو بعض أوقات تناول الطعام.
رابعاً: إلقاء اللوم على الآخرين: تشعر بأن كل العمل الجاد الذي تنجزه لا يجدي نفعًا، ويؤدي إهمال احتياجاتك إلى جعلك عصبيًا ومتوترًا، وبدلًا من الاعتراف بأنك تدفع نفسك إلى أقصى الحدود، فإنك تلقي اللوم على غيرك.
خامساً: تجاهل الأنشطة الحياتية غير المتعلقة بالعمل: تبدأ في هذه المرحلة بالانسحاب من الاجتماعات العائلية ولقاءات الأصدقاء. تشعرك الدعوات للحفلات والخروج للقاء الأصدقاء بالعبء بدلًا من أن تكون ممتعة.
سادساً: مرحلة الإنكار: يتصاعد نفاد صبرك مع من حولك، فبدلًا من تحمل المسؤولية عن سلوكياتك وأفعالك، فإنك تلوم الآخرين وتراهم غير أكْفاء أو كسالى ومتغطرسين. ولا ترى أبدًا أن سبب المشكلة نابع منك.
سابعاً: التغييرات السلوكية: في هذه المرحلة تكون قد اقتربت من نهاية المنحدر نحو الإرهاق. تصبح طباعك أكثر حدة وتتحول إلى شخصية عدوانية سريعة الغضب نافدة الصبر تهاجم أحبائك والمقربين إليك دون سبب.
ثامناً: فقدان الهوية: في هذه المرحلة تشعر بفقدان قدرتك على السيطرة على زمام أمور حياتك وترى بأنه لا شيء يسير على ما يرام وتبدأ في التساؤل كيف ومتى وصلت لهذا الحال وتشعر بأنك غريب عن نفسك لا تعرف ماذا تفعل أو ما الذي تريده.
تاسعاً: الفراغ الداخلي: عقلك الآن مشوش وفي حالة من الفوضى من الأفكار المضطربة غير المفهومة، فجأة تسكن تلك الضوضاء ولا تشعر بسوى الفراغ بداخلك فتحاول البحث عن عادة تملأ هذا الفراغ أو تنسيك إياه فتتجه إلى إدمان شيء ضار كالإفراط في تناول الطعام، النوم أو ألعاب الفيديو وغيرها.
عاشراً: الانهيار العقلي أو الجسدي: لا يقتصر تأثير الاكتئاب على نفسيتك وحسب، بل إنه يمتد للتأثير على جسدك وعقلك وقد يشوش تفكيرك وطريقة حكمك على الأمور.
ومن الاعراض المصاحبة للاحتراق الوظيفي:
- سرعة الانفعال.
- فقدان الطاقة لإنجاز أي عمل مطلوب.
- الشعور بعدم الرضا عن الذات.
- صداع مزمن واضطرابات هضمية.
- صعوبة في التركيز.
سواءً كنت في بداية مراحل الاحتراق أو في المنتصف أو قد وصلت لمرحلة الإرهاق النهائية، فإن محاولة الاستمرار هكذا دون حل المشكلة لن تؤدي بك إلا بمزيد من الضرر. لذا، فقد حان الوقت الآن لإنهاء ذلك الأمر وتتعلم كيف يمكنك أن تتغلب على الإرهاق بمفردك. اليك بعض الحلول المعالجة لمشكلة الاحتراق.
الانتباه لمشاعرك الشخصية: يمكن أن يساعدك الانتباه للمشاعر التي تظهر وعندما تظهر في إدارة الاستياء والإحباط وخيبة الأمل قبل أن تتحول إلى إرهاق.
تنمية الاهتمامات خارج مكان العمل:
بما أن الاحتراق الوظيفي ظاهرة مرتبطة بالعمل، لذا في الاهتمام بالصحة والمشاعر في مجالات أخرى من الحياة تساهم دائمًا في شحن الطاقة والحيوية اللازمين في العمل.
افصل حياتك المهنية عن الشخصية:
حاول أن تضع وتلتزم بجدول عمل يسمح لك بالتعامل مع أولويات مهمة أخرى في حياتك الشخصية بطريقة تشعرك بالتوازن، ويمكنك أيضًا تجربة الحدود المادية مثل قفل مكتبك في نهاية اليوم أو حذف حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل من الأجهزة الشخصية.
كافئ نفسك خارج مكان العمل:
أحد المقاييس الرئيسية للاحتراق الوظيفي هو الشعور بعدم الفعالية، ومع ذلك يمكنك بناء كفاءتك في أي مجال من مجالات حياتك الأخرى، حيث يجعلك ذلك تشعر بأنك أكثر قدرة في العمل، حيث يمكنك إنهاء قراءة كتاب، أو مساعدة الآخرين، أو القيام بالأعمال المنزلية مثل تصليح الأدراج أو بناء كوخ لطفلك في الحديقة.
اعتن بصحتك الجسدية:
إحدى مراحل الاحتراق الوظيفي هو عدم الاهتمام بالرعاية الذاتية، لذا تأكد من تخصيص الوقت لتلبية احتياجات جسمك الأساسية مثل تناول طعام صحي والإكثار من شرب الماء وأداء التمارين الرياضية وقضاء الوقت مع الآخرين واخذ قسط كافٍ من النوم.
طلب المساعدة:
غالبًا ما يكون الوصول إلى حالة الاحتراق الوظيفي الكامل هو نتيجة أعباء العمل المتطلبة والأولويات المتضاربة، ولكن في كثير من الأحيان ينشأ من الاحتياجات غير المعلنة، لذا لا تتردد في طلب المساعدة من أفراد عائلتك أو أصدقائك أو زملاء العمل وحتى مديرك، حيث قد تجد داعمين ودعمًا غير متوقعين.
واخيراً. لا تفقد قيمتك داخل العمل ولا تعجل حياتك وسعادتك مقترنة بالعمل وتهمل أعظم النعم التي رزقك الله إياها وهي العائلة فانعم الداعم الأول والأخير لك، أيضا من الجميل ان يثنى عليك وتحصل على التقدير في العمل ولكن ان لم تجده لا تبحث عنه وتطلبه لأنك غير قادر على تغيير مديرك في العمل ولكن قادر على إيجاد بيئة تسعدك في العمل كالجلوس والحديث مع الحارس او عامل التنظيف او حتى الاجتماع بمن هم في مجال غير مجالك وتبادل الأفكار الجميلة معهم. وسع مداركك دائماً ولا تدفن روحك الجميلة في العمل. ان كنت من المبدعين ابحث أكثر عن هوايات تحبها وأفرغ سلبيات العمل بتجميع الطاقة الرائعة من الإنجازات البسيطة التي تقوم بها من خلال تلك الهوايات ودائما يا صديقي اجعل لك شعار في حبك لذاتك وما تقدمه لدنيتك فان ذلك ينعكس عليك إيجاباً، وابحث دائما عن مصادر الراحة لك في مجال عملك فإنها تقيك من الوقوع في الاحتراق الوظيفي.
التعليقات 1
1 pings
شخص
11/09/2022 في 7:31 ص[3] رابط التعليق
جميل بس في ملاحظات علي أولا : الفراغات بين الكلمات.
ثانيا : استخدامك لي الرموز التعبيريه في اماكن ماتنحط فيها زي ( واخيرا.) حطيتي نقطه.
وكمان التعداد لو ممكن اترتب بشكل احلى
وبس ماشا؛ الله عليكي حلو المقال ومفيد وحلوه العباره المحفزه
(0)
(0)