البعض من الناس طمس الله على عيونهم وعلى قلوبهم فأصبحوا يدافعون عن الظالم بل ويشهدون الزور ويخلفون بالله كذبًا دفاعًا عن الظالم .
قال تعالى(هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا)* صدق اللَّهَ العظيم .
قال معاوية بن قرة :
لا تطلُب مِن النَّاس اليوم الخير، اطلب منهم كفَّ الأذى، فمَن كفَّ أذاه عنك اليوم، فهو بمنزلة مَن كان يعطيك الجوائز.
(المزي | تهذيب الكمال)انتهى.
أيها الظالم أتق الله في نفسك وكف أذاك عن الناس واعلم إن لك يوما لن تفلت فيه من عذاب الله ومن عقابه الشديد يوم القيامة جراء أذيتك وظلمك للناس ولأخذك واغتصابك لحقوق الناس ولحقوق الآخرين.
قال الله فيما رواه رسول الله في الحديث القدسيّ: { يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً، فلا تظالموا} [رواه مسلم]. انتهى.
ومن هذا الحديث يتبيّن لنا بشاعة الظّلم في الإسلام؛ فحرّمه الله تعالى على نفسه، وأمرنا ألّا نظلم أحداً في هذه الدّنيا.
عن أُمِّ سَلَمةَ رضي اللَّه عنها: أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
الظلم ظلمات يوم القيامة فاتق الله في نفسك واحذر من عقاب الله ألا تخاف الله ولا تخاف عقابه واعلم أنه لن يتم حسم كل القضايا في الدنيا، سيبقى الكثير منها عالقاً ليوم القيامة.
حتى وإن شهدوا لك زورًا وظلمًا وبهتانًا فاعلم انك يتحاسب على ظلمك واخذك حقوق الاخرين ولن تنجوا من الحساب والعقاب يوم القيامة .
فاحذر من ظلم الناس ومن الخوض في أعراض الناس وأكل حقوقهم بالباطن وبالظلم ومن الفجور في الخصومة
ألا تعلم أيها الظالم .. أن الإسلام قد نهى عن الفجور في الخصومة وجعلها علامة من علامات النفاق الخالص :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " (1).
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ) رواه البخاري
وقال الشاعر:
إذا ما الظلوم استوطأ الظلم مركباً ...
ولج عتواً في قبيح اكتسابه
فَكِلْهُ إلى صرف الزمان وعدله ...
سيبدو له ما لم يكن في حسابه.
واعلم أيها الظالم انك لن تهنأ بمنام ولالذيذ عيش في حياتك لأن المظلوم يبيت يدعو عليك وكما قال الشاعر :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً…
فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ
يدعو عليك وعين الله لم تنم.
عن ابنِ عمرَ رضي اللَّه عنهما قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: لَنْ يَزَالَ الْمُؤمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرامًا رواه البخاري.
نعوذ بالله من كل انواع الظلم.