إن علّق أحدهم مستنكرا
ومقلّلا من قيمة اتباع السنة في بعض الأمور بقوله :
"العالم وصلوا القمر ومازال بعضنا يختلف على دخول الحمام بالقدم اليمنى أم اليسرى" ..
فليكن ردك القاطع :
"وماذا عن بعض جهابذة هذا العصر ممن يحاربون من أجل تثبيت معيارية الانحراف عن الفطرة وإطلاق بهيمية الشذوذ والجنس في السر والعلن"!.
تراودني أسئلة وددت لو أناظر بها هؤلاء المتثيقفين دحضا لحجتهم.
تُرى ما الرابط بين الشاذ الراكض خلف فساده وفُحشه وبين عبقرية إعداد الصاروخ والمركبة الفضائية !؟
بل ما تأثير الدعارة والبغاء على رفع درجة الذكاء التقني والالكتروني !!!
ما أوجه التميز والإبداع والتحضر في طمس الفطرة المقرة بانجذاب الجنسين لبعضهما وتحويرها للاكتفاء بذات الجنس الواحد!؟
في معرض ردي على كل من يسأل هذه الأسئلة المستفزة والهادفة لترك السنة وبالتالي الخروج من الدين، أورد لهم عدة نقاط مختصرة:
*لمن يسخر من بعض السنن كآداب دخول الخلاء أو دورة المياه أو الحمامات بلغة العصر -فعلى أقل تقدير من فائدة- في محاكاة دخول الحمام باليسرى طاعة لله واتباع لرسوله عليه السلام مع الاستعاذة من سكان المكان من المَردة بما يُحفظ به الإنسان ليتفرغ فيبدع ويخترع ويستعد للعلم والإنجاز بدلا من جنون المس وموارد الاكتئاب والفصام التي قد تحدث من أذى الثَّقَل الآخر مما أودى بحياة كثير من غير المسلمين أو عديمي المهتمين بالسيرة والدين انتحارا ويأسا، ولايجادلني أحدهم ساخرا من عالم الجن راميا إيانا بالتخلف كوننا نؤمن بوجود الجن فأرد عليه بحزم بأن من أصَّل وعملق قدرة الخوارق والعفاريت هم الغرب أنفسهم فكم أثاروا الشعور بالغثيان من كثرة أفلام الرعب وسيطرة القوى الخارقة بصورة تتعارض مع كل وعي ومنطق وهوليوود تشهد بذلك، بل وإيمانهم بالأبراج وتصديقهم لهرطقة الاتجاه الوثني في البرمجة العصبية المستوردة من الشرق خير دليل على سيطرة الخزعبلات على عقولهم، بينما المسلم يتعامل مع موضوع الجن بعقلانية ومنطقية اكتسبها من ثوابت الكتاب والسنة.
**كثير من السنن إنما تعمل على محورين: محور يثبت مجرد طاعةالمسلم للمولى جل جلاله وإن كانت الحكمة غير ملموسة وفق قصور عقولنا، ومحور تتجلى فيه الفوائد الدينية المباشرة والملحوظة على المسلم نفسه مثل الأذكار التي يحفظ الله على إثرها المسلم من كل سوء ناهيك عن ثوابها، وعليه فأنت من تحتاج هذه السُّنن حتى لمجرد تيسير يومك العادي في دنياك .
***لأغلب السنن أيضا حِكم عظيمة ومنافع جمّة على كل المستويات اجتماعية ونفسية وصحية وفردية وأسرية وحضارية وفكرية ولا تقتصر فائدتها على محض تنفيذها طاعة لله ورسوله وإن كان مجرد الطاعة والانقياد فخر وشرف وعز لمن اكتفى به غير باحث عن سواه، وهذا الانقياد والخضوع هو الغرض من التشريعات ووضعها .
سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والتي تشمل جميع تفاصيل حياتنا لا تتعارض مع التصدي للإنجاز والاختراع، ولا تعطل عقلك بل تُعمله ولا تهدر وقتك بل تملؤه بما يفيد،
ومن يستكثر التفاصيل الصغيرة في نهج سيدنا محمد عليه السلام نذكره بكثرة التفاصيل في كل مجال وميدان من مجالات الدنيا حتى السخيفة منها ومع ذلك ينعق لها مدعو المدنية بالهتاف.
هل تستسخف سنة ذكر الله صباحَ مساء؟ اعلم أنها قد تحميك من اللجوء للعقاقير والدجالين، هل تعتبر بعض السنن مضيعة للجهد؟ لابأس هي خير من هدر الصحة والمال على التدخين والمحرمات والوقوف في صفوف انتظار مغنٍ ماجن والوجع في رسم وشمٍ مقزز .
ثق بأنك لو اتخذت كل حرف جاء في السنة تاجا و نبراسا لما عطلك ذلك عن ركب التحضر ولا عن بحر التمتع، بل قد يكون مصدرك للرضا والمتعة وراحلتك التي تنقلك إلى التميز والتفرد.
ياللإنسان .. يصرف جهدا من أجل متعة أو شبه متعة بل ربما من أجل أذى يلبس ثوب متعة، ويأتي إلى فعل يدخله الجنة بل ويفيده بالدنيا ويقف متشدقا لاويا عنقه وشدقيه طاعة لشيطانه وهواه..
ولاعزاء للأغبياء.