يخوض الفرد في حياته الكثير من التجارب المختلفة بجميع أنواعها ويتعرض للكثير من المواقف ويكتسب الخبرات التي يحتاج خلالها إلى الوصول بذاته إلى مرحلة عالية من التوكيد الذاتي للنجاح في تخطي العقبات والتفاعل الإيجابي مع جميع الظروف والمواقف الحياتية وهذا يتطلب الاعتماد على القدرات الذاتية وعدم الاعتماد على الآخرين والبعض لا يملكون القدرة على توكيد ذواتهم ويصبحون بشكل أو بآخر تحت وصاية أشخاص آخرين في جميع تصرفاتهم ..
لذا يجب إيجاد التوازن بين إطلاق عنان القوى الداخلية وتقبل الذات كما هي بقدراتها بالإضافة إلى القدرة على رسم الطريق الذاتي واتخاذ القرارات الذاتية بمفردك والتميز عن الآخرين وصقل وإتقان المهارات والخبرات الجديدة التي تساعدهم في تدعيم رغباتهم في الوصول إلى الحالة المطلوبة من التكامل الذاتي وهناك أشخاص يسعون بشكل مستمر على إظهار شخصياتهم ومشاعرهم أمام الآخرين بطريقة مغايرة عن حقيقتها لما يعانون من الضغط والإرهاق الجسمي والعاطفي وما يمرون به من آلام معنوي ..
لذا علينا تحديد بعض الطرق والأفكار المفيدة التي تساعد على تدعيم الذات وفهمها وتقبلها وعدم السعي إلى تقمص الشخصيات الأخرى والتغلب على الاتجاهات السلبية ومن أكثر الأدلة على انعدام الشعور بالذات وفقدان السعادة إن يكوين الفرد سلبي أتجاه نفسه وهذا نتيجة انعدام الثقة بالنفس والشعور بالدونية مما يجعله يواجه صعوبات كبيرة في تكيفه مع محيطه والشعوربالخوف الدائم من التحدث والتعبير عن الأفكار والآراء وبعض الأشخاص يميلون للعزلة فعليه تقدير ذاته وتقبلها كما هي والسعي المستمر لاستثمار هذه القدرات للوصول إلى أقصى درجات النجاح..
وفق الإمكانات الشخصية والتفاعل الصحيح عدم اكتراث الفرد لآراء الآخرين تجاهه بشكل مبالغ به لاسيما أنه من المعروف أن الجميع يرتكب الأخطاء والجميع قد يعاني في فترات مختلفة من المشاعر السلبية كانعدام الأمان ونمو المخاوف المختلفة والتي قد تعيقه أحياناً عن القيام بالكثير من المهام بالشكل المطلوب فمن المهم أن يكون الفرد على دراية كاملة بأنه في أغلب الأوقات قد تتكوّن آراء الناس عن طريق اتجاهاتهم الداخلية وشعورهم أن يبرر تصرفاته التي يقوم بها لإسعاد ذاته ولمن حوله وان يسعي لأسعاد ذاته ويعيش حياته ..
ومن المؤكد أن رفض الآخرين للفرد يؤدي إلى استيائه وتعرضه إلى خيبات الأمل حتى يجد نفسه في مرحلة ما يفتقدالشعور بالسعادة والبهجة لذا فإن السعادة المبنية على سعادة ورضا الآخرين هي سعادة مزيفة لا وجود لها وبمعنى آخر فإنه لا أحد قادر على إسعاد ذاته بقدره هو ولا أحد يدرك طريق سعادته إلا هو ذاته والابتعاد عن مقارنة الذات بالآخرين لأنها من أشد الأساليب فتكاً بالذات وبثقته بنفسه فالمقارنة تدخل الفرد في دائرة لهدم الذات ومحاولة بنائها من جديد ومن الممكن أن يقارن ذاته مع شخصيات مهمه بغرض التعلم منهم الإنجازات والقوة والإقدام لكي يشعربالسعادة لكونها مصدراً محفز الذات ..