على اعتبار أن الوعى طبقات علينا أن نفرق بين البشر الطبيعيين وبين من هم بشر أدنى !!
أي عالقين في مستويات منخفضة من الوعي غارقين في الألم والبؤس والمعاناة !
كلنا نمر بتلك المراحل لكن الفرق بيننا وبينهم هو : القبول : عندما نقبل أقدار الله ونؤمن بمخطط المدبر الحكيم ونرضى بقضائه ..
الاستعانة بالله : على ما لا نقدر على تخطيه
الاتصال بالله : التقرب له واستمداد القوة منه
فإن ذلك ما يجعلنا نقوم بعد عثراتنا نستمر ونمضي نحو الامام فلا نؤذي أنفسنا أو نؤذي من هم حولنا
لكن البشر الأدنى ... عالقون في الماضي .. متسخطون على القدر متشائمون .. يلعنون الحياة لأنهم يؤمنون أنهم بلا حظ .. وأن الحياة بلا عدالة .. لذا فهم ينكرون صفات الله وأسمائه وهم لا يشعرون !!
غياب العدل في نظرك وبالنسبة لوعيك هو عدالة تامة بالنسبة للإله العظيم
غياب الرحمة في نظرك .. هو رحمة تامة بالغة على مستوى عالم كامل من البشر
لذا حكمك بوعيك المحدود لا يمكن أن يكون حكماً صادقاً أو صحيحاً
لا يمكن أن يقيم التلميذ أداء أستاذه ويكون ذلك التقييم صادقاً وحكيما لأن وعيه أقل من وعي أستاذه
ولله المثل الأعلى .. لكن البشر الأدنى - تجرأوا على تقييم القدر ، ووصموه بأبشع الصفات ليغطوا على ما بداخلهم من رفض لذواتهم .. واخفاءاً لسوداهم
بدل أن يغيروا أنفسهم كما أمرهم الله .. تطاولوا .. وأعلنوا أنهم يريدون تغيير قوانين الحياة .. !!
تغيير الأقدار ورسمها كما يريدون !!
تغيير اختيارات الأشخاص بما يتوافق مع أهوائهم !!
تغيير الحقائق وقلبها والتسخط من كل شيء والامتعاض من كل أمر !! واطلاق الأحكام على الآخرين فقط ليهربوا من مسؤولية اصلاح ذواتهم !!!
لذا فقد أوكلوا لأنفسهم مهمة اصلاح الحياة ... واصلاح الخلق ..!!
تغيير الداخل .. يغير الخارج ...
لكنهم فعلوا تماما عكس ما أمرهم الله ..
بدأوا من الخارج لأن تلك المهمة أسهل من مواجهة أنفسهم وذواتهم المضطربة
مثال على ذلك .. نجد النرجسي ( وهو اضطراب شخصية شائع ومنتشر ..) قد تكّون لديه هذا الاضطراب بعد معاناة أو صدمة رفض سببت له الانفصال عن الذات قد يستحق أن نتعاطف معه لما مر به لكن طريقة معالجته
للألم جعلته مجرماً بدل أن يكون ضحية، هناك في نفسه البشرية حدثث جريمة لكنه ( اختار ) أن يجرم بحق كل من يراه ... (اختار) عدم التشافي وعدم الاعتراف .. عدم الرضا .. ( اختار ) عدم الاستعانة بالله أو اللجوء له
( اختار ) أن يكون جلاد وأن ( يختار ) ضحاياه بعناية .. حتى لو كانوا أقرب الناس .
النرجسية كاضطراب .. أجده اختيار .. لم يذكر الله من أنواع الأنفس في القرآن إلا ٣ أنواع :
المطمئنة : الخالية من الاضطرابات النفسية الموقنة بالله
المطمئنة به
اللوامة التى تخطئ وتصيب تذنب وتتوب ( وآثار اضطرابها يعود عليها وليس على الآخرين )
الامارة بالسوء - هنا تقع أغلب اضطرابات الشخصية . يقع اضطراب الشخص على من حوله ...
ويؤذي الآخرين أكثر مما يؤذي نفسه.
حتى الايمان درجات ، الجنة منازل ، الوعي طبقات
والبشر. كذلك ..
التعليقات 2
2 pings
ميادة أحمد
22/12/2022 في 9:10 م[3] رابط التعليق
مقال رائع 👏🏼 👏🏼👏🏼
(0)
(0)
مروج القرني
15/01/2023 في 8:51 ص[3] رابط التعليق
كروعة مرورك وتعليقك .. شكراً لك 🌷
(0)
(0)