يصادف المرء في حياته وهو في طريقه إلى تحقيق أهدافه أو إشباع حاجاته أمرين أو أكثر وعليه أن يختار أحدهما إما لأن أحدهما أفضل من الآخر أو لأن أحدهما صعب عسير والآخر أقل صعوبة أو لأن أحد هذين الأمرين يعيق تحقيق الآخر بما ينطوي عليه من مخاطر وصعوبات وفي جميع الأحوال لا بد للفرد أن يختار أحد الأمرين حتي يشبع حاجته أو يصل لأهدافه التي يسعى إليها لا شك أن عملية الاختيار هذه تجعل الفرد في موقف صعب يدعو إلى الحيرة والارتباك ولا يدري كيف يختار وقد تشتد به الحيرة طويلاً لأنه لا يجرؤ على اتخاذ القرار لما ينطوي عليه من خطورة أو تضحية ببعض المكاسب أو ألمنافع أو ما يشتمل عليه من تهديد للمال أو النفس والذي يؤثر في اتخاذ القرار هو مقدار أهمية الدافع الذي نسعى لإشباعه أو الهدف الذي نناضل من أجل الوصول إليه كما أن اتخاذ القرار لا بد منه لحل الموقف الصراعي الذي يعاني منه الفرد ..
إذاً هناك الكثير من من المواقف اليومية التي تتطلب اتخاذ القرار وإلا فإن أهدافنا تتعرض للخطر والضياع ولا شك أن هذه الحيرة التي تواجه الفرد تجعله عرضة للتوتر النفسي وهذا يؤثر تأثيراً سلبياً في نموه النفسي وصحته النفسية إذا لم يجد حلولاً تنهي عملية الصراع النفسي ضمن مدة قصيرة وينشأ هذا الصراع عندما يواجه الفرد هدفين مرغوبين ولكن تحقيق أحدهما يسبب خسارة الثاني ونظراً لوجود القدرة على التمييز عند الإنسان فإنه يوازن كثيراً من ألأمور قبل اتخاذ القرار لأن قبوله بإحدهما سيحرمه من الثانية بالتأكيد ومن الصراع يكون يسيراً وسهلاً نسبياً لأن كلاً من الهدفين يحقق إشباعاً أفضل من وجهة نظر الفرد حيث أن التكافؤ القائم بين الهدفين هو الذي يجعل اتخاذ القرار سهلاً ويسيراً..
كثيراً ما يولد هذا الصراع النفسي ضغطاً شديداً يؤدي إلى المعاناة من الاضطراب النفسي كفقدان القدرة على الرؤية أو شلل أحد الأطراف بحيث يصبح غير قادر على المشاركة والمهم أن ندرك أن الصراع النفسي مسألة لا نستطيع تجنبها أو الابتعاد عنها لأنها مواقف تفرضها وقائع الحياة اليومية فالحيرة نواجهها في كثير من مواقف الحياة ولا بد من اختيار إحدى البدائل التي تفرضها علينا طبائع الأشياء وهناك صراع نفسي عندما يواجه الفرد هدفاً له وجهان أحدهما إيجابي مرغوب والآخر سلبي غير مرغوب فإذا فعل ما يحقق الجانب المرغوب يواجه الجانب غير المرغوب وهذا النوع يكون أشد عندما تكون الخصائص الإيجابية والخصائص السلبية على درجة واحدة من الأهمية لأن الفرد لا يدري ماذا يفعل فهو إن أقدم على الموقف لما فيه من إيجابية لابد أن يلحق به أذى من العناصر ألسلبية وإذا أستجاب للعناصر السلبية فهو سيخسر كل ما في الموقف من عناصر إيجابية فالنتائج إما تكون سعيدة وتولد عند الفرد شعوراً بالرضا والارتياح أوسلبية وتسبب للفرد الالم والأسى والقلق لأن نتيجة القرار ولدت لديه عدم الرضا والمعاناة ..