الخوف المفرط وإسقاط المشاكل والسلبيات على الأبناء تقود الأسر لزوبعة هلع تقتل كشف الميول وتنميته و محفزات تنمية الطاقات الكامنة ، وتصرف التوجه للاهتمام باكتشاف الميول وتنميته إلى فرض قيود حذر تجبر الأطفال على سلوك مسار عكسي !!!
س/ كيف يمكن للأسرة التحفيز والعمل على تنمية الجوانب الإيجابية التي تقود للاتزان في شخصية الطفل وتوفر بِيْأَة خلاقة للإبداع ؟
س/ ما مدى تأثير القناعات السلبية الغير مفصح عنها من قبل الوالدين في التأثير على سلوكيات الأطفال؟
س/ ماذا لو تمكنت الأسرة من استثمار طاقات أبناءها وانتقلت من أسر فقيرة إلى أسر منعمة ومترفة ؟
س/ ماذا لو كسرنا أول قيود العجز في النظرة للانتقال واعتبار الوصول للهدف أمر مستحيل ؟
س/ما الذي يجعل الأسرة تمارس دورها الطبيعي وتعود المجتمعات إلى مجتمعات مكونة من أسر واعية ومنتجة ؟
س/ متى نستطيع نزع ألغام أعداء المجتمعات الذين صوروا أن الحكومات العربية هي المسؤولة عن أدق تفاصيل الحياة حتى أساليب تربية الأبناء وسببوا خدر و شلل لدور الوالدين ؟
تمكنوا من جعل العقل يشعر باحباط مستمر وخوف مفرط وعجز !!!!
س/ما الذي يجعلهم يفكرون لهذا العمق ، لو تأملنا ماذا سنكتشف ؟
إن موازين القوى العالمية تغيرت وأصبحت حرب الأفكار أشبه بأشعة الليزر في الاستخدامات الطبية تسلط على العضو المراد التأثير عليه وتستطيع أن تجري به عملية استئصال !!!
تفتيت !!! زراعة !!!
إنَّ ما تعرضنا له هو تفتيت لقدراتنا وشلل لكل مكامن القوة والتحفيز والإرادة والإصرار والطموح ، نقسوا على بعضنا البعض في توجيه اللوم والتجريح والنقد السلبي والتقليل من الدور الإيجابي وتبادل القصص السلبية والروايات !!!!
لنعترف بواقعنا ونتقبله ونخطط ونتخلص من القيود التي سببت الشلل للقدرات وفتت البنية الفكرية والدور الريادي للأسرة .
إنَّ التفكير السلبي واهمال الوسائل والأدوات العلمية والمعرفية والتربية بالقيم والبعد عن الدين والخوف المفرط وعدم التوازن من قبل الوالدين نفسيا ودينيا وقيميا كفيل بأن يجعل العقل يستقبل الوقوعات والحوادث السلبية ويجعلها حاضرة في الذهن تدور بشكل متسارع لتخلق إحباطاً وتفتيت للقدرات وتفرز سلوكيات خطيرة تساهم في إيقاض مضاجع الأسرة والمدينة والمجتمع :
•شخصيات حاقدة على المجتمع سيكوباتية لا تقدر قيمة حياة الإنسان وحقه الذي نص عليه القران الكريم وحفظ حياته وماله وعرضه !!! .
• من أخطر الإفرازات أصبحت الاتهامات بشكل دائري من الفرد للأسرة للمدرسة للمؤسسات والوزارات ثم الحكومات.
إن كشف الميول وتنميته وتحقيقه في الجامعات واستثمار رأس المال البشري كفيل بأن يكون استراتيجية ليزرية فتاكة تفتت كل هذه الترسبات التي أضنت المجتمعات وأهدرت تنمية القدرات وخلقت حالة من عدم الرضا لن تهدأ إلا عندما نستثمر الطاقات ، ولعظم القدرات والطاقات كانت الترسبات هائلة ، إنَّ مجتمعاتنا تتمتع بقدرات جبارة إذا استثمرت سيشهد العالم العربي بإذن الله حالة من الهدوء والسكينة والسلام والازدهار والنهضة من يرجع لهرم ماسلو يتأكد من أن تشخيص المشكلة كان في قمة الصواب.
• النقد السلبي وتسليط الإعلام على نقد الشخصيات وتبادل الاتهامات وهذه من أخطر مولدات الفتنة والانقسام والتناحر وزيادة الأنانية وظهور البلطجية !!!
• تسيد المحسوبية وعشوائية التخطيط وعدم كفاءة الكثير من أصحاب المناصب والإدارات .
• أصبح الأباء يتجاهلون ميول أبناءهم ويجبرونهم ويملون عليهم أحلام فشلوا في تحقيقها أو حرموا منها ولذا حتى إذا حقق الأبناء ميول الأباء الدافع الذاتي للعطاء وتقديم ما يمليه الواجب الوطني والديني مفقود !!!
• س/ ما الذي يجعلنا نساهم في توعية الأسر بأن الأبناء أعظم مشروع استثماري للدنيا والآخرة؟
الطفل عبارة عن بستان خصب في طفولته الأسرة والمجتمع المحيط والصفات الموروثة والسمات الشخصية التي وهبه الله عز وجل والتكوين النفسي هي التي تبين مقدار الصراع بين العقل والانفعال وماهو مستوى هذا الطفل بالتدرج في سنوت حياته بطبيعة الحياة ومراحل النمو يبدأ الطفل في التدرج وتقبل الأشياء المحيطة به والتعبير عن ذاته بطريقته الخاصة مابين ذكاء موروث ومكتسب ، أيضا عوامل النشأة لها دور بارز في التأثير ومدى تلبية حاجات الطفل ومستوى وعي الأسرة في التعامل مع مشاعره والطريقة المستخدمة في التعزيز والعقاب هناك طرق قسوة أو دلال تترك بصمة مشوهة في شخصية الطفل يصعب التخلص منها نهائيا أو قد يكون مستحيل إذا أصبحت ميل فطري وسمة شخصية و سلوك ومنهاج حياة .
فالتوازن يأتي من مرشحات متوازنة ونفسية متوازنة وتقويم سلوك يظهر مخرجات تتسم بالتوازن ما بين العقل والانفعال العاطفي .
الطفل الذي ينشأ في صغره على الاتزان يكون بإذن الله أقرب إليه ومَنْ ينشأ على الدلال المفرط يتسم بالأنانية؟ ومَنْ ينشأ على القسوة في التعامل وتجاهل المشاعر والقمع والتحقير واللامبالاة بالتأكيد ستكون المخرجات كثير من العقد والمشاكل النفسية فالأسرة والمجتمع لها دور متواتر في تغذية شخصية الطفل .
أسلوب تعامل الأسرة منذ نعومة أظفار الطفل يكشف مكنونات الطفل الانفعالية فالتربية على القيم أقدر على التوازن ؛ لأن القيم منهاج حياة متكامل منهاج رباني عندما خلق الله الكون سن القيم وضع الكثير من المتناقضات في الكون حتى داخل النفس البشرية فالقيم هي درع واقٍ يقود للاتزان يكفل للإنسان التعايش مع المواقف بطريقة نموذجية بتناغم مابين الانفعال والعقل والإدراك لما يقتضيه الموقف والشخصية التي تنشأت على القيم تعبر في مواقفها بلغة جسد في قمة التوازن لأن لغة الجسد أبلغ من اللغة المنطوقة ، أما الشخصية التي نشأت على التذبذب في الإشباع العاطفي أو القسوة في التعامل وتعامل مع المادة وتجاهل الروح فبالتأكيد سيكون بداخلها تشوهات تقود للاضطراب بين العقل والانفعال مع مراحل النضج المختلفة يبدأ الإنسان يحسن من وضعه ولكن ما طوته السنين يصعب إعادته للوضع النموذجي مع المثابرة يطرأ تغير ويحكم هذا التغير مدى قوة الرغبة الداخلية والوعي والإدراك للحالة المنشودة ومساعدة الظروف المحيطة .
الشخص العقلاني الذي يتمتع بقيم ولديه ذكاء عاطفي تكون تصرفاته في مواقف حياته بناء على تعزيز القيم وتنمية الذكاء الانفعالي منذ الصغر وطريقة التهذيب التي شكلت الشخصية لذا نجد المجتمع مختلف كل شخص لديه تصرفات ودرجة انفعال مختلفة لو عرضنا أكثر من شخص لنفس الموقف ولنفس الظروف وهذا دليل على أن النفس البشرية كبصمة الأصبع فالاختلاف بحسب المدخلات ونوع المرشحات في التنشئة وحده أو دلال المواقف التي شكلة الشخصية .
الشخصية التي تربت على القيم وتلقت إشباع عاطفي متزن وبيئة مثالية لديها اتزان في الذكاء الانفعالي والوجداني وفي التعبير عن المشاعر بحسب الموقف التي يتعرض لها الشخص .
الذكاء الانفعالي / هو التناغم مابين الإدراك والتعبير مرورا بالوعي بحسب ثقافة الشخص ومؤثرات حياته الداخلية والخارجية .
وأستطيع إجمال الركائز الأساسية في الذكاء الانفعالي في :
١-قدرة الفرد على إدراك مشاعره والوعي بمشاعر الآخرين محتكما للقيم والقياس بما تمليه الخبرة حيال هذه المواقف وردود الأفعال وتقبل النتائج التالية لردت الفعل والتكيف معها.
٢- التعود يلعب دورا مهما في التوازن بين العقل والانفعال وتختلف نسبة التوازن بين البشر بحسب مؤثرات الحياة بصفة عامة قد تشكل الشخصية بطريقة ما !
٣-الوعي والإدراك وقوة الرغبة وسعة الثقافة كفيلة بزرع قيم وجعلها هدف سامي بالحياة و بإدخال حالات شعورية جديدة تغير الإدراك وتتغير طريقة التعبير والتوازن بحسب المثيرات "فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم"
قال صلى الله عليه وسلم"ليس الشديد بالصرعة إنما من يملك نفسه عن الغضب" تبين هذه القاعدة النبوية القيمية أن الإسلام وازن بين العقل والانفعال وعزز الشدة والقوة وهي من الصفات التي جبلت عليها النفس البشرية تحب أن تكون من سماتها وبين أن الشدة في السيطرة على موجات الغضب ومن هنا نصل للشخصية الضعيفة في النظرة القيمية وهي التي تغضب ولا تستطيع كبح الانفعال والسيطرة عليه وجعله يفتك بالعلاقات ويوقع الإنسان في زلل اللسان وحماقة الفعل وإكمال موجة الغضب يبين هشاشة الشخصية والانفعال المكتمل بدون ما يستوجب الانفعال ضعف وركاكة شخصية ما أجمل التحلي بالسمات التي تظهر التعاطف والقدرة على السيطرة على زمام الذات والثقة والتصرف بما يقتضيه الموقف وإدارة الانفعالات بحسب ما يوجب المنطق بتجانس تام مع القيم وقياسا على كنز الخبرة والتحليل والتقدير الشخصي .
الشخص السعيد من قاد نفسه والضعيف من قادته نفسه .