يمرّ الإنسان في حياتّهِ اليوميّة بالكثير من المواقفِ والدروسِ فهناك المواقف السعيدة والحزينة والمُفرحة ومواقف اليأس والعتابُ فالحياة كل يوم تعطينا درساً جديداً فلماذا اليأس وصورة الكون البديع بما فيها من جمالٍ وحكمةٍ وتخطيطٍ موزون توحي بإله عادل لا يخطئ ميزانه كريمٌ لا يكف عن العطاء لماذا لا نخرج من جحورنا ونكسر قوقعاتنا ونطلّ برؤوسنا لنشاهد الدنيا ونتأمّل فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس الدنيا ثلاثة أيام : الأمس عشناه ولن يعود واليوم نعيشه ولن يدوم والغد لا ندري أين سنكون فصافح وسامح ودع الخلق للخالق فأنا وأنت وهم ونحن راحلون فمن أعماق قلبك سامح من أساء إليك حينما تكون روحك جميلة تستطيع أن ترى الكون بأسره جميلاً فلو تلفّت حولك ونظرت إلى نفسك لرأيت أسرار الفرح ومفاتيح السعادة بيدك ولكنّك غافل عنها فكثير منا لا يدرك أنّه في سعادة إلا حينما يفقدها ..
جميل أن تتعلّم من دروس الحياة لا تحتفظ إلا بالذكريات ألجميلة مع الآخرين وتتعلم العفوية في التعامل مع الآخرين دون أن تكون عرضةً للأستغفال أو الخداع الذي يوقعك في مهاوي الطريق ستجد أنّ الحياة لا تزال جديرةً بالأهتمام نَعيشُ الحياة مُشَتتين ومع أنفُسَنا حائِرين مع أقرب الناس للإحساسِ خائفين وبسبب الأقدار والأخطار تائِهين بين همومٍ ويأسٍ وأفكار تملأ الرأس نعيش عُمرنا الحزين في أَشَدِ أحتياجنا لعضيد وآلامنا تجتاحَنا والدموع والعبرات تخنقنا ولَكِننا نُفَضِل السُكات ونَعيش أيام الحياة صابرين على كُل معاناه ..
أجمل ما في الأيام الماضية أنّها مضت وأجمل ما في الأيام الحاضرة أنّها ستمضي وأجمل ما في الأيام التي ستأتي أنّها لم تأتِ وأجمل ما في الحياة أنّ هناك أمل يتجدّد والحياة حقل تجارب ننيرها بالفكر الجيد وحكم أجدادنا وخبرتهم إذا وجد خطأ من المأكد يوجد صواب وإذا وجد الصّواب مرة فيمكن أن يوجد مرّة أخرى وإذاانتكس بعد وجوده فيمكن أن تتعلم من الانتكاسة أنهض وأعد ترتيب امورك فالمبادئ ليست سبيل الحياة لترتقي وحسب وإنّما هي تاجها فلا تهبط بالمبادئ إلى مستوى وسائل مُتدنيّة في المدرسةِ يُعلّمونك الدرس ثم يختبرونك أما الحياة فتختبرك ثم تُعلّمك الدرس ..
من يظن ان الحياة شيئاً والحريّة شيئاً آخر لا الحريّة هي المقوّم الأول للحياة وأن لا حياة إلا بالحريّة إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة حينما نعيش للآخرين فنُضاعف إحساسنا بالآخرين فلا تشتكي من الأيام فليس لها بديل ولا تحزن على الدنيا ما دام آخرها رحيل وأجعل ثقتك بالله ليس لها مثيل وعشها في شكرهِ تجد كل ما فيها جميل وإبعد عن الأوهام التي تجعل الحياة أمراً لا يمكن أحتماله فالأغنياء يصبحون فقراءً والفقراء ينقلبون أغنياءً وضعفاء الأمس أقوياء اليوم والغالبون مغلوبون والفلك دوّار والحياة لا تقف والحوادث لا تكف عن الجريان والناس يتبادلون الكراسي لا حزن يستمر ولا فرح يدوم فالسعادة أن تحافظ على رباطة جأشك وهدوء أعصابك وتفاؤل قلبك وأنت تواجه الصعاب والآلام...
لا تترك شخصاً عزيزاً عليك بسبب زلّة أو عيب فيه فلا يوجد أحد كامل غير الله سبحانه وتعالى علّمتنا الحياة أنّ من وضع نفسه في موقع الشبهات فلا يلوم من أساء بهِ الظن نحن مطالبون في هذه الحياة أن نحياها كما هي عوّد نفسك على الفرحةِ في حياتك حتّى تعتاد هي عليك أشعر نفسك بِالأمل حتّى تجد الدنيا بين يديك أفرح بما لديك حتّى يأتيك أكثر مما تتخيل ألتفت إلى ما حولك وأنظر له بنظرة مُشرقه ومُتفائلة وحتماً ستجد الجمال والرّضا والسّعادة والذين يفقِدون الأمل هم الذين يتحدّثون عنه والذين يفقِدون الحُب هم أكثر الناس تغنياً بهِ إنّ الشمس التي هي مصدر الحياة للدنيا كلها ليس فيها حياة والحياة شيءٌ جدّيٌ أكثَر مِما يتصور الناس ومن يريد أن يحيا عَليهِ أن يُغامِر كثيراً أن يكون شجاعاً..