ظاهرة وصلت إلينا, وتفاقمت في الأونة الأخيرة, إنتشرت بين فتياتنا, تُنافس الوشم بشكل ملفت للإنتباه, إنها موضة الـpiercing،
البيرسينج ( التخريم), يطلق عليه فن الجسد، وهو عبارة عن ثقب في أحد أجزاء الجسم يزين هذا الثقب، بالاكسسوارات أو المجوهرات ،من الذهب او الفضه.
تختلف الأسباب حول عمل التخريم ،فقديماً كانت تتم ممارستها لأسباب دينية وروحية، أو كشكل من عادات قبلية وثقافية، أو كتعبير عن الهوية. واليوم نجدها على وجوه شهيرات الغرب الشابات ،وخاصة مغنيات الـRock.
أكثر أنواع التخريم انتشاراً وطلبا منذ القدم، هو ثقب شحمة الأذن الصغيرة الأمامية للأذن. المتعارف عليها ،وقد وجدت أدلة على وجود ثقب الأذن في أحد الممياوات المحنطة، من مدة لا تقل عن 5000 آلاف سنة.
لكن التخريم المقزِّز ،المتعدد الأماكن في حتار الأذن والزنمة وفي صوان كلتا الأذنين، وذلك بوضع دوائر كبيرة مشمئزة، تحمل أشكالًا فظيعة من الأقراط، والقطع المعدنية الغريبة، وتصل الثقوب في كل أذن إلى سبعة، كل واحد يرمز إلى شيء معين، علامة على التحرر والجراءة، و الميول والشذوذ الجنسي.
واول ظهور لها عند "عبدة الشيطان" الذين تمرَّدُوا على الأديان، وأرادوا أن يُرسِّخوا بيننا دينًا آخرَ سمَّوه بـ"مذهب الشيطان"
ومن ثم تخريم الأنف، عرف في الثقافة والأزياء الهندية ،ويعني ان المرأة متزوجة”
ويتم عمل تخريم الأنف، في مكان مضمون،لأن محاولة عمل الثقب أحيانًا في مكان خطأ، يؤدي الى إتلاف الأعصاب الحساسة في الأنف؛
والخَطَرُ الأكبر عند تخريم الحاجب؛ حيث توجد أعصاب العين الحسَّاسة، وأي خطأ قد يتسبَّب في العمى لصاحبه، والتخريم في اليسار يدل على المثلية والتمرد.
تخريم الصرة، بدأت من النساء العاملات والراقصات في النوادي ،ويعتبر البعض ثقب الصرة، بأنها تمثل علامة على الفجور والسطحية، أو يرتبط بالفتاة الوقحة فتاة الليل.
اما تخريم اللسان، فيعكس الشبقية الجنسية للمرأة ،عُرِفَتْ به نساءٌ غيرُ مسلمات، بل هو شعار المومسات في بعض البلاد الغربية،
وبرغم إقبال الكثير من فتياتنا على التخريم، وتمارس بغرض الزينة ،إلا أنها تحمل مضاعفات خطيرة وعديدة،
احتمال أن ينتقل إليها عدوى الفيروسات، ( فيروس الكبد الوبائي) من أي شخص مريض، استخدمت له نفس الأدوات ولم تعقم،
وتسبب الحساسية والالتهابات المفرطه،
غير انها جروح جسدية تعذيبية ،تمزُّق الجلد وتترك ندب مشوِّهة، لاتلتئم في مدة قصيرة، بعضها تاخد سنوات .
قال تعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
إن أي ظاهرة لم تولد مجازفة، والسلوك لا ينبعث من فراغ، فلكل حادث محدِث، ولكل نتيجة سبب يفضي إليها.
وبين من يدرك المعنى، ومن يتبع “التقليعه"
لابد من معرفة الاسباب ،التي تدفع إلى
عملها ،
هل هو حب التميز والتغيير أم التمرد على المجتمع والاستقلالية عن السواد الأعظم؟
قال الله تعالى: ولآمرنهم فلا يغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً ،
أو زينةً للشهرة ،ولفت الانتباه والإعجاب ؟
بل هو تشويه أقرب منه إلى التزين.
الحديث النبوي «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
أو سلوكًا لأسباب جنسية ؟
قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ »
أم مجرد تقليد أعمى للغرب؟؟
في الحديث: ( مَنْ تَشَبَّهَ بقوم فهو منهم )
ويصفهم الشاعر
لا فرق بين مقلد وبهيمةٍ
تنقاد بين جنادل ودعاثر.
وفي الآخر ماكان للتقليد أن ينتشر و يتربع على عروش الأفئدة،لولا الجهل ينازع القبح في اتباعُ الهوى إن التخريم قراراً يتطلب التزاماً كبيراً وتفكيراً جيدا قبل الوقوع في جرف هار
فكُوني مميزة فكريا ودينيا واخلاقيا وثقافيا .