الإنسان حريص على مصالحه الدنيوية، والموظف حريص على دخله الشهري، والطالب حريص على مستواه الدراسي، ومن الخسارة أن يمر العمر دون أن يحقق الإنسان إنجازات لنفسه ولمجتمعه، ولو رأيت إنساناً يحرق كل يوم مبلغاً زهيداً من المال فستقول عنه: إنه مجنون وسفيه، ولا بد أن يُحجر عليه، فالذي يضيع جزءاً من عمره فيما لا ينفع هو أعظم سفهاً ممن يحرق المال.
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز...
عليه من الإنفاق في غير واجب
ومن أكبر مضيعات الوقت عدم البدء مباشرة فيما نريد إنجازه، فنقول نبدأ الأسبوع القادم، ثم نقول لنجعلها بداية الشهر القادم، إلى أن ننتهي بأنه ليس هناك من داع لهذا العمل، وهذا بسبب عدم فهمنا لآلية التنفيذ، فليكن التخطيط لنا عادة، ونسجل أهدافا يومية وأسبوعية، وأخرى قريبة وبعيدة، ولابد أن يكون الهدف واضحا ومحددا، ويمكن قياسه، وثابتا وليس بعائم.
وليكن في علمنا أن أكثر ما يضيع الوقت هو عدم وجود الخطط، فالذين يفشلون في التخطيط إنما يخططون للفشل، ولكن الكثيرون لا يستشعرون مقدار الخسارة حينما لا تكون هناك خطة، فنضيع بذلك مقدارا كبيرا من التطور في حدود الزمن، ولنجتهد في إنهاء كل عمل في أسرع وقت مع إجادته وإتقانه، ونقيّد الواجبات بتسجيل كل ما يطرأ على بالنا من الأمور، فالنسيان عذر الكل يستند إليه.
وكذلك من الأخطاء تقديم أمور مهمة على ما هو أكثر أهمية، فاستخدام المفكرة والجوال والأجهزة الصغيرة الحجم للتذكير ودقة الإنجاز في موعده شيء مهم ومفيد.
ويعجب البعض حين يرون إنجازات قام بها أحدهم مع قلة الوقت، وسبقه لهم شوطا كبيرا، ويغفلون عن كونه قد استغل وقته بطريقة صحيحة، فهل مسكت ورقة وقلما ووضعت عليها ماذا تريد ليومك...؟ هذه العادة ستغير حياتك وستجد أن هناك جرساً له طنين شجي يذكرك بتحقيق أهدافك، وقديما قالوا: (التأجيل لص الزمان)، ويقول المثل الإنجليزي: (الفرص لا تنتظر)، فالفرص من حولك كثيرة لتطوير فكرتك وتحقيق أهدافك فاقتنصها بحسن التخطيط.