يحكي ستيف هارفي الإعلامي الأمريكي المعروف بنفسه فيقول: طلبت منا المعلمة وأنا في الصف السادس الابتدائي أن نكتب في ورقة ماذا نريد أن نصبح في المستقبل، ففرحت بذلك حيث سأعبر بفخر واعتزاز عن رغبتي العظمى، وسيعلم الجميع من أنا وسينظرون إلي بنظرات التقدير والانبهار، فكتب الطلبة ما يرغبون أن يصبحوا عليه في المستقبل، وكتبت أنا كذلك، ثم جمعت المعلمة الأوراق وطلبت أن يقوم كل طالب وطالبة على التوالي ويقرؤوا اختياراتهم التي كتبوها في أوراقهم أمام طلبة الفصل، وحين أتى دوري خرجت بكل فخر متطلعا إلى الثناء مع نجمة ذهبية مميزة، كيف لا وورقتي أفضل من أوراق البقية، فما كتبته يمثل شيئا رائعا، أمسكت المعلمة بالورقة وتساءلت بحزم ما الذي كتبه في الورقة، فقلت لها كتبت ما طلبتي منا أن نكتبه، فقالت ولم كتبت ذلك...؟ فقلت لأني أريد أن أظهر في التلفزيون، قالت وبنبرة شديدة: هل أحد من أسرتك ظهر في التلفزيون...؟، قلت: لا يا سيدتي، قالت: هل أحد من جيرانك ظهر في التلفزيون...؟، قلت: لا يا سيدتي، قالت: هل أحد من معارفك ظهر في التلفزيون...؟، قلت: لا يا سيدتي، قالت: هل أحد من المدرسة ظهر في التلفزيون...؟، قلت: لا يا سيدتي، قالت: إذن لماذا كتبت ذلك...؟ قلت: لأني أريد أن أظهر في التلفزيون، قالت: سأخبر أمك أنك تتذاكى وتتفلسف وتتكلم بأشياء غير واقعية.
عندما عدت إلى البيت وجدت أمي تنتظرني قائلة: ما الذي فعلته في المدرسة...؟ قلت: إني لم أفعل شيئا، فقالت: بلى فإن معلمتك تشتكي منك وسأخبر أباك بهذا.
وفي المساء عاد أبي من عمله وبعد أن اغتسل تناول وجبته أخبرته أمي بكامل الأمر وأن المعلمة تشتكي مني وتقول إني أحاول أن أتذاكى وأقول كلاما خياليا ولا يمت للواقع بصلة، فرد أبي عليها قائلا: كيف لها أن تعرف ذلك، ثم سألني: وماذا تريد منك المعلمة أن تكتب...؟ فقلت له: تريدني أن أكتب شرطي أو رجل إطفاء أو لاعب بيسبول. فقال لي: اكتب ما تريده المعلمة وسلمها الورقة، أما ورقتك التي كتبت بها رغبتك بالظهور في التلفزيون فاحتفظ بها في الدرج بالقرب من سريرك واطلع عليه مساء وبعد أن تستيقظ من النوم.
يقول ستيف هارفي: والآن لو فتحت العديد من المحطات التلفزيونية لوجدتني على شاشاتها على مدار أيام الأسبوع.
اكتب أحلامك، وعش في خيال ما تطمح أن تكونه، وسر بخطوات راسخة نحو ما تصبوا إليه، واقطع عنك خيوط العنكبوت، فهدفك أقرب مما تتصور.