إن صناعة الوهم والتعلق بأستار بيوت عنكبوته الواهنة وإدمان الهمز واللمز
مرض عضال يُصاب به البعض دون أن يدركوا أعراضه ومخاطره على انفسهم وعلى الاخرين المحيطين بهم والمتلقين عنهم.
درسنا في علم النفس مرض يُسمى(مرض توهم المرض).
وتتنوع اشكاله النفسية والعضوية والفكرية والسلوكية.
وهنا سألمح الى التوهم الفكري الذي يجعل الفرد يقرأ و يحلل الوقائع بناءً على أهوائه ونزعاته واضطراباته النفسية والفكرية لا كما هي في الواقع ويدركها ادراكًا يغاير أهل الحل والعقد من ذوي التخصص والخبرة في الميدان وبذلك يقتصر ضرره على نفسه.
لكن المشكلة يتعاظم خطرها ويكبر ضررها إذا بدأ في نشر وترويج رؤاه وتحليلاته وقراءاته للاخرين والمتلقين.
ومما يؤسف له بأن هناك البعض من مغردينا مصابون بذلك دون شعور او ادراك.
فنجدهم يمارسون و
يقارفون الهمز واللمز والغمز تجاه الاشخاص او الكيانات وحتى الدول، معتبرينه ذكاءً وتفردًا وانهم أتوا بما لم تأتِ به الاوائل.
غير آبهين بتباين المتلقين وتمايز مستوياتهم الفكرية ومراحلهم العمرية وتفاوت فهمهم وادراكهم لما يطرحه الكاتب او المغرد. الامر الذي قد يجعلهم عرضةً للفهم الخاطئ وبالتالي يبنون آراءهم ويكونون قناعاتهم وقد يتخذون مواقف ويرتكبون أفعالا قد تصل الى الجرائم التي تضرهم وتلحق الضرر بوطنهم.
إن أولئك المغردين صناع الوهم ومدمني الهمز واللمز يجب ان يكونوا صادقين مع انفسهم مخلصين لوطنهم متوافقين مع السياسة والتوجه العام للدولة ، فلا يصدرون الاحكام والاراء الا على معطيات واقعية وحقائق دامغة وثقة تامة ومن المصادر الرسمية. متجاهلين بل مستخفين بما يترتب على آرائهم من مخاطر ومهلكات على المتلقي وفداحة ذلك على السلم الوطني وتوتير العلاقات بين الشعوب الشقيقة.
فإني أقول لأولئك ناصحًا :
إن كانت لديك معلومات حقيقية فقلها وانشرها صراحةً
تعلمنا من كبار السن حكمةً بالغة
إن خفتَ لا تقل وان قلتَ لا تخف.
فالكلمة أمانة والرأي مسؤولية وتحري المصداقية فيما نطرح بمعزل عن اهواءالنفس وحظوظها.
تلكم هي اخلاقنا الاسلامية المستمدة من كتاب الله الكريم وسنته الشريفة.