جميع ما نمر به يشكلنا بطريقة أو بأخرى يساهم في تغذية عقلنا وتحديد تصرفاتنا ونتاج ردود أفعالنا الأهل الأصدقاء الأشخاص الذين تلازمهم طويلا الكتب التي تقرأها ما تشاهده وما تسمعه ما تُفكر فيه البيئة بأكملها تشكلنا شئنا أم أبينا الطفولة التعليم البيئة أشياء غيرتنا وغيرت نمط تفكيرنا أشياء أحدثت ضجة بداخلنا حتى أصبحت مرحلة من التغيير أول خطوة انتبعهاالتغيير الفكري والسلوكي وطريقة تعاملنا مع الآخرين كل شيء لا يبقى ثابتا في مكانه مثل الأوراق تُغير أوراقها لتُزهر من جديد في فصل الربيع حتى الإنسان يسعى إلى تغيير نفسه حتى يتماشى مع الوقت فعندما تقرأ كتب تطوير الذات ستجد قصصاً مشابهة لقصتك أو قد تجد حلولاً لمشاكلك اللامتناهية أقرأ في عدة مجالات وبلغات متعددة لكي يصبح عندك القدرة على تحديد ميولك في القراءة ..
كماأن نظرتنا للأمور تلعب دورا كبيرا في تشكيل مسار حياتنا فإذا كنت ترى على سبيل المثال أنك شخص غريب لا تنسجم مع الآخرين فلن تتذكر إلا اللحظات التي تصرفت فيها بطريقة محرجة أو إذا كنت مقتنعا أنك شخص غير سعيد في العلاقاتك مع الآخرين فلن تختار لنفسك إلا العلاقات البائسة وهذه القناعات تترسخ في وجداننا منذ الصغر وقد نرث الكثير منها من آبائنا الذين ربما قد مروا بتجارب فاشلة في حياتهم أو لم يستمتعوا بحياتهم كما ينبغي وعندما نخرج إلى الحياة بهذه القناعات قد نظن أننا لن نحظى بحب الآخرين إلا إذا نجحنا في حياتنا أو أننا يجب أن نؤثر الآخرين على أنفسنا ونقدم احتياجاتهم على احتياجاتنا أو ألا نطلع أي شخص على سرنا وقد يسهم إدراك مصادر هذه القناعات في الحد من التوتر أو التعاسة ..
ويرى أن التفكير الإيجابي والعزيمة والثقة بالنفس التي تروج لها كتب المساعدة الذاتية قد تؤثر أيضا على نظرتنا للأمور فعندما ترى نفسك بطلا لا ييأس رغم الإخفاقات ويصر على تحقيق أهدافه ستشعر بالقوة في البداية لكن المشكلة أنك إذا فشلت ستصاب بخيبة الأمل قد يؤدي إلى إصابتنا بالإحباط وهو الفشل في اختيار الأهداف المناسبة فنحن ليس لدينا القدرة على تحديد الأهداف التي ترضينا بالفعل فقد يضع الكثيرون المال كهدف أساسي في الحياة رغم أن الأبحاث النفسية أثبتت أن الثراء عندما يتجاوز الحد الذي نحتاجه لتلبية احتياجاتنا الأساسية لا يجلب السعادة..