لا أعلم لمَ توقفتُ عن الكتابة ؛ كتابة مشاعري : فرحي وحزني ، حتى إني لم أعُدْ أكتب تلك الرسائل التي " لن تصل لأحدهم " .
توقفت لأحمي تلك المدينة البائسة ، وتلك الدموع المتهالكة ، وتلك المشاعر التي لا تثبت !
توقفتُ لأحمي نفسي عن مملكتي ، مملكتي التي كانت لي شيئاً عظيماً ، وكأني اغتربت عنها ورحلت ، فأنا لا أزال أشعر بمشاعري تلك التي تلاحقني أنى اتجهت ، وكأنها مرض !
أصابتني لعنتها ورحلت ، ففي كل ليلة يمر بي شريط ذكرياتي وكأني عالقة في ذلك المكان وذلك الزمان تائهة في أفكاري بعيداً عن مكان قلبي .
أخاف أن تتدهور حالتي مرة أخرى فما عاد بإمكاني الصمود أكثر
أكاد أهلك من كثرة التفكير في كل شيءٍ حولي في مستقبلٍ لا أعرف نهايته ، وفي حاضر لا أعرف زمانه وفي ماضٍ لا أعرف إلى متى سيلاحقني! .
أصمت بوجوه الأحبة لكي لا تتبين لهم المشاعر التي أثقلتني ، صمتُّ لكي لا يشعر أحد بما يحرقني ، ابتسمتُ فتعجب الجميع من تلك الابتسامة الزائفة !! كيف لي أن أصرخ بوجوه هؤلاء الذين يحيطون بي ؟ إنني لا أشعر بمكاني معهم !
أريد الهرب من كل شيءٍ ، حتى ينساني الناس وينسون أمري !
نعم أريد الهروب من الجميع ، سأغلق جميع النوافذ والأبواب حتى لا يتمكن أحد من ملاحقتي ، ولا أستطيع ملاحقتهم !
، أريد أن أصمت لفترة من الزمن وأن يتعايش قلبي بسلام وأمان فقط أريد النهوض والاستمرار نحو الطريق الذي لم أكمله حتى اليوم .