إتزان الفكر،وسلامة الفطره ،وثبات القيم الإنسانية ،هي اُسس تقوم على الإصلاح الحقيقي للنفس البشرية، فمن فسدت فطرته ،وأختل فكره ،وتلوثت قيمه ،سقطت عبادته.
وهذا دليل أن الاصلاح للمشكلات التربوية والإجتماعية، يبدأ من إصلاح النفس وعودتها للفطرة.
الانفتاح جعل للفرد الحرية الكاملة، لأن يعبر عن نفسه ويشبع احتياجاته النفسية والبيولوجية.
وكما أصبح الاختلاط بين الرجال والنساء، يتطلب تعاونا مشتركًا ودافعاً للإبداع والتميز، كان لابد ان يكون للنساء بالذات، ضوابط وقيود شرعية ،في الحجاب والزينه ،والكلام والسلوكيات تتماشى مع ( الذوق العام ) للمحافظة على فطرتهن، الأنثوية والإنسانية.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء”
كما أن ديننا حرص على ستر المرأة ،وذلك في اللباس المحتشم، لأن المظهر الخارجي للمرأة، يلعب دورًا هامًا ،وهو سبَبِ أنتشارِ ظاهرة التحرُشِ ، وهو الذي يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة، من المرأة اللعوب المستهترة،فلا يتعرض لها أحد، لأن لبسها وأدبها، يفرض على كل من يراها أحترامها.
قال تعالى وإن يَسْتَعْفِفْنَ خيرٌ لَهُنْ
فما أجمل أنْ يقذِف اللّٰه في قلبِ المرأة، حبّ الحشمة والعفة، فلا ترضىٰ بغيرِ السّتر عملاً بأمر اللّٰه، في زمنٍ أصبحت الحشمة والعفاف أمرٌ يثير عجب النّاس وغرابتهم
قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْـيَـضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور: 31)
ومن الزينه ايضا ،صيحات الميك أب المنتشره بكل انواعها، ناهيك عن العطر ، وتهاون النساء في استخدامه ، ولنقف يانساء المؤمنين، لحظات أمام قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ، وَكُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ»،
أي المرأة التي تتعطر ،لجذب انتباه ،وشهوة الطرف الآخر،
غير النعومه والدلع في الكـلام، والضحك والقهقهات، التي صرح الله عنها، وقد قال تعالى: (فلا تَخْـضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا).
ايضا المشي والحركه، لابد أن تكـون بعيدًا عن الإغـراء والإثارة، ولا تتمايل ،كما وصفهن الحديث الشـريف بـ ”المميلات المائلات ”
كلها سلوكيات نتيجة التحرر الخاطئ ،أو أنهن يعانين من عقدة نفسيه، وأول عقده لديهن هي عقدة الشعور بالتناقض والازدواجيه ..!
فالأقوال تتنافى مع الافعال تمامًا،
ونقول أننا محافظون ، وسلوكياتنا تعكس ذلك.
فليكن في تعاملنا حدود وظوابط، حفاظا على اخلاقنا وسمعتنا،ولو أراد الجميع أن يكونوا احرارًا،
وتركوا الحبل على الغارب، فسوف يؤدى ذلك إلي أنهيار المجتمع, وتمزق نسيجه ,وسنفقد هويتنا،
لأن الشرف، يكمن في كل الأخلاقيات، لا الحجاب فقط".
فالإسلام لا ضرر فيه ولا ضرار، ومن تعاليمه تهذيب الاخلاق والالتزام بالنظام، والأحترام والانتماء لمجتمعنا ،الذي ينمي القدرات ويشبع الأحتياجات، لبناء للفرد والمجتمع على حد سواء،
فالمرأة منذ الجاهلية لها قيمتها ومكانتها ، كما قال عنترة بن شداد
وأغضّ طرفي ما بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
إني امرؤٌ سمح الخليقة ماجدٌ
لا أتبع النفس اللجوج هواها