رسوم الخربشات لمحات نادرة من حياة واهتمامات وانشغالات وحتى انحرافات أصحابهايقوم البعض بفن الخربشة دون قصد أو وعي عندما نتحدث عبر الهاتف أو نشاهد التلفزيون نرسم في أي ورقة بجوارنا دون وعي ودون تركيز عندما نكون مشغولين في الواقع بشيء آخر وعلى الرغم من أن فنون الخربشة تبدو بلا معنى فإنها تحمل كثيرا من المعاني عادة ما تظهر الخربشات في هوامش الدفاتر أو أظرف الخطابات هناك اعتقاد سائد بأن الخربشة ليست ذات فائدة لأنها تحدث دون أن يكون الشخص منتبها ومع ذلك اكتشف الخبراء أن الخربشة تسمح لنا بالتعبير عن أنفسنا دون ضوابط أو قيود إذ تعتبر اللوحة الفارغة أشبه بجهاز التسجيل الذي يسجل كل ما يدور حوله وعرفت الخربشة بأنها رسوم بسيطة بلا هدف ومع ذلك فإن هذه الخربشات هي نشاط يقوم به البشر منذ آلاف السنين حيث وجد أول رسم بشري قائم على فكرة الخربشة في أحد كهوف جنوب أفريقيا منذ العصر الحجري لذلك تعتبر نشاطا بشريا طبيعيا وأصيلا ..
كما يحدث للعقل أثناء الخربشة زيادة الإبداع وتعزز الخربشة طرقا مختلفة للتعلم داخل العقل بصريا وحركيا وسمعيا حين نشاهد ما نرسمه باستخدام أيدينا أثناء الاستماع إلى ما يقال وربطه بالرسوم والحركة بشكل غير واع تعمل تلك الطريقة على ربط المسارات العصبية المختلفة في الدماغ وتحرير العقل وتمرير الأفكار وأحلام اليقظة من اللاوعي إلى الوعي مما قد يفاجئنا بما لا نعرفه عن أنفسنا كذلك تعمل على تقوية الذاكرة وجدت الدراسات البحثية أن الذين يقومون بالخربشة يتذكرون الحقائق بنسبة 30% أفضل من غيرهم وتساعد الخربشة على تذكّر الأشياء بشكل أفضل لأنها تجلب المعلومات التي يتم استيعابها في تلك اللحظة في تجربة أكثر تشبعا وحسية وتخزن صورة أوضح للحقائق والمعلومات في بنك الذاكرة كذلك يساعد الرسم العبثي أو الخربشة الحرة على الوصول إلى نقطة في العقل تركز على الأفكار المركزية وتتجاهل التفاصيل الصغيرة غير المهمة مما يساعد على تكوين صورة أكثر وضوحا..