لغة الفرد لها مستويات عدة منها لغة الفرد مع نفسه لغة الفرد مع مجتمعةو أعلاها لغته مع ذاته وما يفكر به وهنا أهم انواع اللغة لأنها هي من تبني مساراته الداخلية جسديا ونفسيا ومهنيا كذلك على جميع الأصعدة إن للغة دور هام في بناء السلوك الإنساني والجدير بالذكر هنا التربية و هل ما تبنيه الأسرة لغة مليئة بالنقد الهدام أم البناء؟ نحو سلوكيات تبني جذور هشه أو صامدة للفرد وهنا يجدر القول بأن هناك محيطان للفرد المحيط القريب للفرد و المحيط البعيد وكيف تترابط هذه اللغة في مسارات مُتشعبة مُشبعة بالسلوك اللطيف أو الحاد ما ينتج عنها نتائج راجعة للذات و بماذا نُغذي هذه الذات ؟ وكيف نُحدثها ويقع العاتق الأهم هو لغة الفرد لذاته وهنا يُجدر القول بأن المسؤول الأكبر للفرد هو لغته لذاته فكلما علت هذه اللغة و ازدادت سموماً كلما نتج عنها شخصيات لامعة و مُضيئة و لعل من أهم هذه اللغات لغة الفرد مع ذاته هي المركز و هي النواة الرئيسية لتحريك مجتمع بأكمله بل قيادة العالم بأسره فإذا استطاع الفرد أن يُحدثَ هذه الذات بطريقة سامية مليئة بالعلو كان أكثر جدارة بالتوازن الداخلي المطلوب الذي يساعده على الانتاجية كفرد له طريقة واهدافه و مساراته
فاللغة و الفِكر الذي يتغذى بها مرتبطان ارتباطاًوثيقاً كوعاء وما يحويه من أفق و ضوء
فكلما حدث الفرد نفسه بلغة لها مستوياتها كلما اعطى لنفسه درجة السمو التي يصل اليها فهي تغذية راجعة من و إلى، وكما عرّفها ابن جنِّي “أصواتٌ يعبر بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم.هي الصوت الناتج عن الفِكر
فالفِكر أولاً فهو فضاء هذه اللغة كما يقول
هيغل :(الإنسان يفكّر داخل اللغة لا خارجها وأن فعل التفكير لا يتحقّق في إستقلال عن فعل الكلام أو تركيب الجمل)فكلما كانت اللغة في علو على الفِكر و العكس تماماً.تبقى نقطة التأمل العميقة هنا
لُغتنا التي نُحدث بها أولاً ذواتنا من أي وعاء فكري آتية؟ و هل نحن نهتم بمستوى لغوي ذاتي لائق بما نقوله،ولكن هنا يأتي مسؤولية الفِكر هي علاقة مُتبادلة يعيها من يُدرك أن لها تأثير جذري و قوي على شخصية الفرد و ما يشكله للعالم الخارجي.