لا شك بأن بعضاً من علاقاتنا الإجتماعية مصدراً للأذية ، وبناء جسر الصداقة والتواصل المستمر مع مصادرها سينهار حتماً .. إن لم يَكُن بوخيمه ..!
بدايةً : فإن الشخصية السامة هي التي تعمد الإساءة للآخرين بقصد إيذائهم ..!! منتهجه هذا الإسلوب بشكلٍ دائم ومستمر ، حيث لا يخلوا مجمل حديث تلك الشخصية من البذاءة المتكرره بالقذف والشتم والنميمة والغيبه الفاحشه تجاة شخص أو جملة أشخاص ، حتى عُرف عنه قُبح لسانه وتسلطه في الباطل وأذيته للناس ، فلا سلامة من شره عند أتفه خلاف ، وإن لم يكُن ..! فإن الإساءة وارده كون دوافعه الحقيقيه ناتجة من شدة حسده لنعم الله على غيرة ولحقده على من هو أفضل منه وكرهه لهم نتيجة شعوره بالنقص مقارنةً بهم. .! شخصية أقل مايقال عنها عدائيه " متأصلة ومزمنه في باطنها " ، مُحبه في ظاهرها ، لكنها مخادعه ، حيث لا يؤمن جانبها ..
مثل هذه الشخصيات المهزومه لاتعرف الرضا ، دائمة البحث عن الإنتصار الذي لاتشعر به إلا بأذية غيرها ، فهذا سر خليط نشوتها الشيطانية التي تستلذ بها ، كما أنها لا تقف ولاتنتهي عند شخص ، بل أن عدائها يتجدد ، وشرها ممتداً للكثير ممن حولها ، الأمر الذي يجعلنا نتنّبه لها لنعرفها جيداً .
تلك الشخصية المريضة نفسياً إن جاز لي تسميتها بذلك أو المحترقة داخلياً ، المؤمنه بالدونية في قدر ذاتها ، لاتستقر ولا تهدأ بإحترامك وتقديرك لها ، ولا حتى بالمعروف الذي أسديته إليها ، إذ لا تستمد نشاطها وحيوتها إلا بأذية الغير .. أياً كان ..! المهم أن تنفث سمومها تجاه الأخرين ، متجرده بما تعنيه الكلمة من الأخلاق والأدب والإنسانيه حتى أصبحت لا تميّز إلى من تُسيء ..! وبأي شكلٍ تكون الإساءة .
لمن يسأل عنها ..!؟ هي بطبيعة الحال مشّوشة لنا حينما نحاول قرائتها سريعاً ، وواضحة وجليّة حينما نعمل على فلترة علاقاتنا بجديّة . وحينما نؤمن يقيناً بوجوب إسقاط من لا تتوافق معهم أخلاقنا وتربيتنا ، لنرتقي ونسمو بذاتنا ، كما أن مجالسة تلك الشخصيات المريضة ومجاملتهم وبناء العلاقة العميقة معهم قد تُلحق بنا الأذى نفسياً أو معنوياً ، ( ولو بعد حين ) .
مثلهم إما القبول بالسقوط معهم أو النجاة بإسقاطهم لتبقى كما أنت في مرأة ذاتك الحقيقية ، كذلك حفاظاً على مكانتك وقدرك بين من تتوافق وتتفق معهم بوجوب إحترام الأخرين ، والأهم من ذلك تقديراً لذاتك أولاً وأخراً ، حتى أن التسامح معها والصفح عنها لايجدي نفعاً كما هو الحال مع الأسوياء من البشر ، بل تجده سريعاً مايعود إليك بوجه الصديق متى مادعته الحاجة وما ان تنتهي حاجته إلا وعاد إلى بذاءته واستقر في مستنقعه ومكانه الحقيقي .
مثلهم موجود في مجتمعنا وغيره من المجتمعات ، فإن إكتشافهم ومعرفتهم ، يتضح من خلال حديثهم المستمر سوءاً وفحشاً عن الناس ، وبأساليب وطرق حقيرة لا يعمدها إلا الحقير ، مايوجب تجنبهم والإرتقاء بأخلاقك عنهم وهجر مجالسهم ومجالستهم وإختصار الحديث معهم ، حتى لو لم تطالك اليوم أذيتهم ، فأعلم انه لا نجاة منهم .
أن الإلتصاق بهذه الشخصية لا يجلب لك الخير بأي حالٍ من الأحوال ، وإحتمال وقوع ضررها وارد ، فأحذر ..!! قبل أن تتفاجأ به يوماَ من الأيام إما بشكلٍ مباشر موجه لك ، أو بأخر ..! نتيجة القبول والرضا بها أوببناء جسر علاقة الصداقة الهش الذي جعلك ملازماً لها ، الأمر الذي يغفله البعض بإعتبارة لايعنية لكنه في الحقيقة يسيء إليه في نظر الأخرين ، وأقل تقديراً للإساءة فإن ( القرين بالمقارن ينسب ) ، فإذا لم تستطع فلا تقع في الأسوء من ذلك .!
وهو إبداء إعجابك بهم ومن هم على شاكلتهم بالإنصات لقذارة حديثهم ( بالقذف في أعراض الغافلين ) فلا تعليل لصمتك عنهم ومسايرتهم إلا رضاك بقولهم .
والأولى من ذلك إعتزالك وإبتعادك عنهم ، ولن يكُن مالم تكُن مدركاً أن مرافقة مثل هذه الشخصيات ستحدث داخلك ( تضارب ~ الذات ) بين شخصيتين : أحداهما صادقة تدفعك للتخلص من تلك العلاقات الشخصية المؤذية والتي بالأصل لا تليق بك مرافقتهم ، والأخرى شخصيتك المزيفة التي تجعلك تسايرها بالإستمرار معها ، وتتجاهل جانبها السلبي كونه لايعنيك أو بعدم إحتمال وصول أذيتها المباشرة لك رغم معرفتك القطعيّة أن سمومها طالت غيرك .
الخلاصة : ليس لك إلا أن تتخذ قراراً ...
إما رفضها بإسقاطها .. أو الإستمرار بالبقاء مع الإستعداد لتتلقف سمومها المنفوثه تجاهك يوماً من الأيام ..!