تعيش الرياضة السعودية على كافة الأصعدة والألعاب الرياضية تطورًا كبيرًا منذ عشرات السنوات وأصبحت المنتخبات والأندية السعودية في مصاف العالم ومع رؤية المملكة نشهد خلال الفترة الحالية نهضة كروية عالمية تجتاح العالم بحضور وتواجد أساطير كرة القدم في دوري المحترفين السعودي " روشن “. ولكن يبقى سؤال عريض " متى يصل نادٍ من جازان لدوري المحترفين السعودي ؟" يطرحه ويتداوله كل رياضي ومتابع مهتم بالجانب الرياضي ينتمي لمنطقة جازان " منبع المواهب " والمنطقة الولَّادّة بالنجوم في مختلف الألعاب وفي كرة القدم خاصة ولعل تناول هذا الأمر وكثرة الاستفهامات حوله بسبب صعود وتواتر العديد من فرق مناطق عديدة بالمملكة ووصولها لدوري الأضواء رغم حداثتها مقارنةً بعدة أندية من منطقة جازان بحكم تاريخ النشأة والتأسيس ثم بالنظر لكثرة وتعدد وتنوع المواهب الكروية بجازان كافة.
الإعلام الرياضي بالمنطقة بين الحين والآخر يتداول هذا الأمر ونشاهد كتابات ونسمع حوارات مختلفة حوله ولكن سرعان ما تهدأ موجتها وتتلاشى بصمتها وأبرز الأسباب ما تحدثه تلك الأطروحات من حساسيات وتسببه من مضايقات لدى القائمين على تلك الأندية حتى أصبحت هناك فجوة كبيرة بين أندية جازان والإعلاميين الذين ينتقدون الفشل المستمر في منظومات العمل الرياضي بتلك الأندية.
مواقع التواصل الاجتماعي وبالذات الأنشط والأقوى انتشارًا منها ظهرت من خلالها مقاطع ومنشورات لمؤثرين ومهتمين يأسفون لحال أندية جازان ويمنون النفس مرات بأن يكون أحدهم سفيرًا للمنطقة في الدوري الأغلى عربيًا والذي يقارع البطولات العالمية حاليًا غير أن الكثيرين منهم يتحدثون بحسرة وفقدان للأمل في تغيير الحال.
تحدثنا في لقاءات عدة مع شخصيات رياضية من أندية منطقة جازان بمحافظاتها المختلفة من اللاعبين المخضرمين البعض منهم على رأس العمل الإداري والبعض الآخر غادر مناصب هذه الأندية لكنهم يتفقون على حاجة أندية منطقة جازان للدعم المالي والفكر الإداري والعمل المؤسساتي الرياضي بكل واقعية ومصداقية لكي تتحقق نتائج إيجابية تساهم في وصول هذه الأندية أو أحدها للأضواء والصعود للدرجة الممتازة وهي مكانة رياضية تستحقها جازان منذ عقود طويلة.
أثناء بث العديد من حلقات النقاش في هذا الموضوع الرياضي بمنصة " تيك توك " الشهيرة تحدث الكثير من الإداريين الرياضيين والمدربين السابقين والحاليين وكذلك الإعلاميين والمهتمين بالشأن الرياضي عن مشاكل اللاعبين في أندية جازان وعن ثقافة الكوادر الفنية والإدارية وحاجتهم للتأهيل قبل تأهيل اللاعبين كي ينجح العمل الرياضي ويتحقق المأمول منهم… أطروحات رياضية راقية ألقت باللوم على إدارات أندية منطقة جازان المتعاقبة في هذه الأندية وعلى مكتب وزارة الرياضة بالمنطقة ودوره الغائب الحاضر في متابعة العمل الرياضي بهذه الأندية.
التساؤل حول صعود أندية جازان أعقبته تساؤلات كثيرة تبحث عن إجابات مقنعة تبرر الفشل المتكرر لعقود طويلة رغم التفاوت في الإمكانيات المادية والبشرية طوال السنوات الماضية والمواسم الرياضية الكروية المنصرمة وكيفية الاستفادة من الأخطاء السابقة لمعالجة الأخطاء وكشف مكامن الخلل وإيجاد الحلول والمعالجة للارتقاء بنادٍ أو ناديين في الطفرة الرياضية الكروية الكبيرة والتي تشهدها البلاد.
هجرة اللاعبين الموهوبين من جازان واندثار مواهب أخرى والحجر على موهوبين بحجة دفع مقابل التدريب من الأندية الراغبة في تسجيلهم وغيرها من المشاكل التي حالت دون استثمار المواهب الكروية بأندية منطقة جازان سوف نناقشها في مقالات قادمة وبرامج رياضية متكررة حتى تحدث الأصداء المطلوبة ويتغير العمل الرياضي بأندية جازان سعيًا لتجاوز المعضلة الكبيرة القائمة وكي لا تبقى هذه الأندية لعقود بلا صعود.