لم ينم تلك الليلة بدأت الهواجس تراوده يا ترى ما الذي تفعله زوجتي طوال الوقت في الجوال أحيانا تضحك ان ضحكاتها تغيضني واحيانا تكتب ولا أعلم تراسل من ألها عشيق غيري لا اعرفه أمشتركة في قروب مختلط يدعون فيه انهم يتبادلون الثقافة أخاف ان تكون ثقافة انحطاط فالعالم لا يطمن هذه الأيام فليس من المعقول إنها تراسل بنات خالاتها كل هذا الوقت في اليوم التالي يتخيل إنها لم تعد تحبه وتبادله الحديث كسابق عهده بها انه يذهب للدوام ثمان ساعات الصباح واحيانا الليل يتركها لوحدها بدأت الوساوس والشكوك تراوده غادر دوامه الساعة الحادية عشره صباحا ليأتي للبيت على غفله لعله يؤكد شكوكه ويجد صديقها عندها في البيت تسلل الى بيته كأنه غريب او لص يمشي على أطراف أصابعه فتح باب غرفة النوم بقوة ليجدها نائمة ولا احد عندها تفاقم الوضع بعد شهر انه يرى او يلمح احد أصدقائه في البيت يسير نحو غرفة النوم ثم يسير خلفه ولا يجده يالها من إمرأة ذكيه تستطيع استغفالي بدهاء لابد ان اطلع على جوالها خرج من صمته كل يوم يستحدث مشكلة طالبها بفتح جوالها فتيقنت انه يشك فيها بدأت الحياة والعلاقة تتدهور زاده تيقنا انه وجد سيجارة في حوش البيت لابد إنها لعشيقها ، واجهها بكت من هذه الحياة والشكوك والعذاب الذي اقبل على حياة بيتها لقد نسي انه احضر الكهربائي لإصلاح لمبات الحوش البارحة وان الدخانة كانت له تجاوز الحال ما هو عليه انه يسمع أصواتا تناديه ويلتفت ولا يجد احدا ان هذه الزوجة تخطط لتصيني بالجنون تجلب اصدقائها ليدخلوني في حالة نفسية وربما كان من يزورونها بلبس العباة رجال متنكرين نام من كثر الإجهاد فإذا هو يحلم ان صديقا له معروف بمغامراته مع النساء يعمل لإمراته مساجا وهي تضحك ضحكات لم تضحكها معه منذ أن تزوجته نهض فزعا من النوم ووضع جم غضبه على طفليه ضربا بدون سبب سوى انه يحترق من الداخل لم يعد يحتمل الوضع بل هي لم تعد تتحمل العذاب الذي تعيشه معه من اجل طفليها خاصة انه قرر ان يبيع سيارته لأنه يحتاج لأن يشتري الكبتاجون وقليلا من الحشيش ولا تعلم امرأته هل تطور وضعه الى الشبو فمنذ يومين تحول من التلفظ عليها واتهامها لفظيا الى مد يده عليها ولم تخبر أهلها في نفس الليلة ارسل إليها رسالة نصية في الواتس يقول أعلم أنك خائنة وانك تكلمين أصدقائي ذكرهم بالأسماء وهي لا تعرف حتى أشكالهم وقريبا سأقبض عليك مع احدهم وسأنتقم منكم جميعا لقد تحول الآن الى شخص عدائي جدا وربما يقتل بسبب الغيض الذي في قلبه
لم تكن هذه المرأة خائنة بل كانت عفيفة شريفة حافظة لبيتها مخلصة لزواجها لم تشتكي يوما منه تتحمل ساكتة من اجل أطفالها كل ذلك السيناريو الذي كان في خاطر زوجها لم يكن الا هلاوس بصرية وسمعية بسبب المخدرات التي يتعاطاها لقد دمر نفسه وأسرته وصحته فعيناه يحيطهما السواد والأرق وجسمه نحيل وكل يوم يتضارب مع احدهم في الشارع ويبقى يومين في التوقيف ثم يفرج عنه ليعيدها مرة اخرى تحول من الاهتمام بأولاده واشترى كلبا اسماه لوكي و لديه دجاجتان وديك مستورد يهتم بهم وببغاء يجيد الكلام باعه بثمن بخس من احد أصدقاء السوء فأما انا فلا اعلم ما سر اهتمام المدمنين بالحيوانات والطيور لم يعد يملك المال حتى لشراء الكيف كل يوم يبيع شيئا من اثاث بيته كل شيء قابل للبيع الا كلبه لوكي لم يستطع الاستمرار في تحمل الاعتناء بالأسرة اما امرأته فأتجهت الى المحكمة تطلب الخلع أخبرت القاضي بكل شيء بكت وابتلت عبائتها من القهر والعمر الذي ضاع مع هذا المدمن خلعت نفسها وارتاحت واحست بالسعادة من جديد اما رزق أطفالها فالله كفيل به وربما ابتعادهم عن ابيهم فيه خير كثير
لم تكن تلك المرأة خائنة بل كان الخائن الأكبر من رضي أن يزوجها منه وهم يعلمون حقيقته لقد حطمت مستقبل بنات كثر قاعدة زوجوه يعقل ويهتدي والبنت لا تعلم انها مقبلة على تعاسة لا حدود لها كان ابواها سبب تلك التعاسة بل كان ابوا الشاب من يستحقون العقاب لأنهم يعلمون حال ابنهم ويبحثون لمن يشاركه الوضع لعله يهتدي
أدرك الآن انه فقد كل شيء جميل في حياته فقد زوجة جميلة وطفلان فقد الوظيفة والسيارة والبيت ولكن ان يستيقظ متأخرا خير من ألا يستيقظ ليته يتخذ قرار الاقلاع وان كان بعد فوات الأوان فالإنسان يستطيع ان يبني نفسه وان كانت خسائره فادحة ما دامت الروح باقية في الجسد وجزى الله حكومتنا خير الجزاء إذ استعدت بعلاج من اغواهم الشيطان لطريق المخدرات لقد وضعت مراكز في أغلب المناطق لعلاج المدمنين بكل سرية سواء سعوديا كان ام اجنبيا رجلا ام إمرأة وسخرت لجان ومشاريع تطوعية لغرض التوعية الصحية والمجتمعية تستهدف فئة المدمنين وأرقام تواصل تضمن للمدمن تسهيل أمر علاجه بكل يسر
حفظ الله بلادنا وشبابنا من كل سوء .
التعليقات 1
1 pings
عادل الحربي
13/10/2023 في 8:28 ص[3] رابط التعليق
الف الف شكر على الكلمات لايضاح هذا الداء الذي شارف على الانتهاء باذن الله
(0)
(0)