يتعرّض الفرد للعديد من الخبرات الحياتيّة التي تسبّب له تغيير في أنماط حياته وسلوكيّاته اليوميّة، وبالتالي تغيير في أفكاره وفي نفسه، وقد يعجب ذلك بعض الناس من حوله وقد لا يعجب البعض الآخر، لذا يتطلّب هذا التغيير تقبّلاً من الفرد لذاته، يستطيع السير في حياتة وتكون حياة متوازنة من الجانب الجسديّ و العاطفيّ والروحيّ وتتغيّر ايضا مع تقدّم العمر، لذا يجب اتّباع نهج تفكير إيجابيّ ومنطقيّ، بعيداً عن السلبيّة والشك . تساهم في تعديل وتغيير حياة الفرد للأفضل..
كما أن كسب مشاعر إنسانيّة جديدة، كامشاعر الحب تساعد الإنسان على فهم معنى الحياة بشكل أكبر والشعور بالسعادة والارتياح من الأمور التي تساهم في تغيير الحياة للأفضل، كونه يساهم في تغيير النمط التقليديّ للحياة، إلى نمط أكثر واقعيّة وسعادة والتي يمكن أن تحسّن من حياة الفرد وتجعله سعيداً كالتواصل مع الآخرين، وخاصّة الأصدقاء والأقارب والقيام بأنشطة تروّح عن النفس ..
فأي فردٍ قادرٍ على التغيير وليس لديه الدافع أو الأسباب فإن الفشل سيكون نتيجة حتمية له، واتخاذ قرار التغيير في الحياة ليس فقط شعاراً برّاقاً نردّده بل هو منهج حياة هدفهُ التغيير للأفضل، والتقرب إلى الله تعالى، يقوم على قواعد وأسس ثابتةٍ تضمن له النجاح والاستمرار في مشواره وتقدمه، الذي يطلب فيه العون والتوفيق من الله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً. وكثيراً ما تُصيب الإنسان الكآبة والضجر من الحياة وروتينها، ويتمنى أن يُحدِث تغيير في حياته، وأن تُكسّر جميع القيود التي تعيق حركته، إلا أنّه يبقى ساكناً يتساءل كيف ومتى ولماذا التغيير، وهل بمقدوره التغلب على ما يمر به من أزمات...
والحقيقة أنّ المرء بإرادته وقوة صبره يتغلب على كافةِ الظروف والصعاب المحيطة به مهما كانت صعبة، بل هو الذي يُكرّس هذه الصعاب لخدمته، ويستفيد منها لتكون دافعاً ومجالاً خصباً لخبراته وتجاربه. فالإنسان القوي الذي يشعر بأهميته وبأنَّ الحياة وظروفها ومصاعبها هي وسيلة تزيد من قوته وإنسانيتهِ، فهو يدرك أنَّ قواه الكامنة تستطيع أن تفعل الكثير، وأن تصنع الكثير، فلا ينتظر الخلاص من أحد، فالعمر يمضي، وعجلة الزمن تدور فما أجمل أن يُعيد المرء تنظيم نفسه بين وقتٍ وآخر، وأن يجلس معها ليرى مواطن الضعف والركود، فينتقدها ويقويها، ويتخلص من الركود والجمود، ويبدأ من جديد بكل حيويةٍ ونشاطٍ متسلّحاً بالأمل، والسعادة والتفاؤل بمستقبلٍ واعد..
وإن التغيير يبدأ من الفرد فهو الأساس، ثم يأتي بعد ذلك نهوض وتغيير المجتمع الذي يعيش فيه، ويأخذ مجتمعه إلى القمة والمجد، والمجتمع القوي الناجح يقدّم لأفراده كل الظروف المعينة على التطوّر والنجاح .. فالحياة تحتاج إلى تغيير مستمر، لإبعاد شبح الملل عنها، فإذا بقيت العادات اليومية ومن الجميل أن يعرف الإنسان ما يريد من الحياة، وأن يحدد أهدافه التي ينوي تحقيقها، والأحلام التي يتمناها، ويرسمها ويتحقق له تغير حياتة الافضل ..