في الحقيقة نحن كأشخاص، تهمّنا جدا تصورات الآخرين عنا، ونسعى دوما إلى أن يرانا الآخرون تماما كما نرى أنفسنا، وذلك بغض النظر عما إذاكانت هذه الصورة التي نرى بها أنفسنا إيجابية أو سلبية، فأولئك الذين يجدون أنفسهم محبوبين من قبل الآخرين ويرغبون في أن يراهم الآخرون كذلك، قد نعاني كثيرا من سوء الفهم ومن العزلة التي يقع فيها المرء عندما يقول شيئا ولا يفهمه الناس من حوله" قد تقول شيئا ما بعفوية وتظن بأن كل شيء يسير على المطلوب وتنظر من حولك، فترى الجميع وينظرون إليك ثم تكتشف انهم أساؤوا فهمك! لم تستطع أن توصل إليهم ما أردت قوله بالشكل الصحيح، وتبدأ بالاعتذار وتوضيح ما أردت قوله، وتحاول أن توصل رسالتك بأفضل شكل ممكن..
لذلك أنت لست وحدك من يعاني من ذلك، جميعنا نمرّ بمثل هذه المواقف ونشعر بالإحراج؛ ما يتسبب بشعورنا بالقلق، وربما بالغضب. لا شكّ بأن شعور المرء بأنه قد أسيء فهمه من أكثر المشاعر التي تتسبّب بمعاناة الأشخاص، لما تعرّضوا له من ضغوطات، وجهدٍ لإصلاح المواقف. ورغم أن هذا التساؤل حول مدى فهم الآخرين لنا يكون مرتبطا في العادة بموقف معيّن أسيء فيه فهم الشخص قد يكون لدى البعض تساؤلا يوميّا لماذا لا يفهمني الناس .كيف أستطيع إيصال أفكاري بالشكل المطلوب؟ هل العيب فيّ أم في الآخرين؟ لكن هذا التحقق الذاتي يساعدنا على جعل التفاعلات الاجتماعية أكثر سلاسة من خلال تصورات الآخرين،..
لذلك من المفروض ان يحرص الناس جيدا لكل ما يقولونه ويفعلونه، وأن يحاولوا إزالة اللبس عن كل سوء فهم قد يتسبب بعفوية ولم يقصد به الإساءة إلى حدوث مشكلة نتيجة سوء الفهم؟ يكمن السبب الأساسي ان الآخرين ينظرون ألينا أننا أشخاص أكثر صعوبة في الفهم ونحن نظن.او نعتقد بأننا واضحون للغاية فيما نقوله ونفعله، وانهم يفهموننا مثلما نريد تماما. يسمّي في علم النفس (وهم الشفافية) بمعنى المبالغة في تقدير مدى قدرة الآخرين على معرفة ما نفكر به وما نشعر به وما نظنه. ويولّد هذا الشعور بالفهم شعورا بالانتماء. وهذا ينمّي العلاقات وتكون أكثر صحية، حيث وجدت الدراسات أن من يمتلكون شعورا بالانتماء يكونون أكثر سعادة وأقل عرضة للقلق والاكتئاب والشعور بالعجز والوحدة ..
لهذا كل المشاكل الصغيرة التي تكبر فيما بعد تبدأ بسوء فهم صغير حيث تنجح عقولنا في تحوير معنى كلمة قيلت أو رأي سمعناه أو تصرف كنا طرفا فيه، لكن لماذا نسيء فهم الآخرين؟ لانهم أخطأوا في التعبير عن أنفسهم؟ أم لأننا لم نفهم لغتهم اوتصرفاتهم ويُعد سوء الفهم أمر لا شعوري يسعى الجميع للتغلب عليه لذلك وجب التعامل مع الأمور والمواقف بطريقة حكيمة ومعالجة المشاكل بطريقة إيجابية تؤدي إلى حل سليم للمشكلة، وهذا ما سيجعلك تحسن من علاقاتك مع الآخرين وتستمتع أليهم وتجنب سوء الفهم مع الشخص الذي يتحدث معك وابعد عن الشك فهذا ويؤدي إلى إتخاذ موقف سلبي ضدك وتكوين صورة سلبية خاطئة أو على الأقل صورة جزئية. استخدم قلبك الى جوار عقلك اثناء التفكير ولا تقم بتكبير القضايا، وتحميل الأمور أكبر من حجمها، ويجب تقبل وجهات النظر والإنتقادات الصغيرة التي قد توجه لك..