العفويون أنقياء لأنهم يتعاملون مع الأخرين بوجه حقيقي، فالعفوية ولدت معهم ولا تتبدل مهما تغير الناس حولهم وجاروا عليهم، والنفوس السليمة على الفطرة تهفو للعفوية والصدق وتحب الوضوح، بينما تنفر وتكره التكلف والمداهنة، بل وتبغض كل من يتصرف بمثل ذلك كبغضهم لخطاياهم، والعفويون في عمومهم صادقين وصرحين جدا مع من يتعاملون معهم، فنواياهم خالية مما يمكنه أن يسيء لغيرهم ..وتعد العفوية من الصفات البشرية والضمير الإنساني، الحي فبوجودها ترتفع يقظة الذات، والنجاة من الخبث وفساد الأخلاق، والعفوية لا تعني التكلم في كل الأمور دون تفكر وتدبر، اوالتصرف بخبث بهدف المكر والخداع ..
العفويون هم أناس لا يبخلون عن استقبالنا بابتسامتهم المشرقة التي تنثر وهجا جميلا تجعلنا نحس بنقاء قلوبهم المعطاءة بكل شفافية تامة وبتلقائية لا حواجز ولا تكلف فيها. فسؤالنا : لماذا يعتبر العفويون أكثر الناس نقاءً في هذا الزمن المليء بالمتكلفين وأصحاب الأقنعة؟ فهم أشخاص لديهم حماس كبير يحفزهم لفعل أمور مختلفة دون الوقوع رهينة الارتباك أو الشعور بالملل والرتابة، بالرغم من أن الضجر صفة إنسانية سائدة لدى الجميع.لكنهم يتميزون بالقدرة على أن يكونوا مرنين بتكيفهم السريع مع متغيرات الحياة التي تحدث بشكل فجائي كما أنهم يعتبرون خيبات الأمل مجرد تجارب يتعلمون منها لمستقبلهم فيما بعد، وهذه من نقاط القوة التي يمتلكها العفويون، لأن لديهم القدرة على استعادة توازنهم من خلال تسخير القوة الداخلية النابعة من قلوبهم، والتي تساعدهم على التماسك بعد كل انتكاسة أو تحدي ..
إن التعامل بالعفوية لا يعني القيام بتصرفات اعتباطية تخلو من التفكير المتعقل، بل يعني التصرف بسلوكات لا تشوبها تصنع أو نفاق، فليس بإمكان الجميع التعامل بمصداقية وصفاء نية، ولا تقتصر العفوية على الفطرة السليمة، بل ايضا مكتسبه لحاجة الشخص وحمايتة من أي خطر خارجي وتعتبر العفوية فن في حد ذاتها ..فالعفويون هم أناس لا يبخلون عن استقبالنا بابتسامتهم المشرقة التي تنثر وهجا جميلا تجعلنا نحس بنقاء قلوبهم المعطاءة بكل شفافية تامة وبتلقائية لا حواجز ولا تكلف فيها، فهم رمز للبساطة والسماحة في أرق معانيها، لهذا لا يكفون عن إيقاعنا في حالة من الدهشة والتعجب لما يعطونه للحياة من معنى ويمنحوننا متعة برفقتهم فنحس معهم بالأمان والطمأنينة، فهم يدخلون قلوبنا بدون استئذان، لهذا نشعر وكأن شيئا منهم ينتقل إلينا ويرسم صورتهم الصافية في مخيلتنا..
العفويون هم أصحاب الرأي الواضح والقلب الشفاف بغض النظر عن مستواهم الفكري وتحصيلهم العلمي ومركزهم الاجتماعي، فكل ما يخرج من قلوبهم لا يحتاج للتنقيةوالتجميل سواء كان كلاما أو إحساسا أو فعلا، وبطبعهم هم بشر بسطاء لا يتصنعون الكلام والمجاملات ولا يبحثون عن الردود ولفت الأنظار، وعند سؤالهم يردون بسرعة لتلقائية حديثهم،و تفكيرهم السليم ووزن الكلام قبل التحدث به ووضع الحساب المسبق لأي سلوك مقصود او غير مقصود بالعلم والحكمةويسعون دائما إلى الرفع من قدر ذواتهم بعيدا عن أعين الآخرين، فهذه الصفة تحمل صلاح الجوهر وصفاء العمق، بالرغم من أن العفويون أكثر عرضة المشكلات الغير متوقعة . ببساطة لأن النقاء الذي بداخلهم لا يتوافق مع التلوث الأخلاقي والفساد القيمي الذي تعج به النفوس البشرية في هذا الزمن.