المرأة كائن غامض شديد التقلُّب، وتسعد بهذا الغموض وهذا يزيدها انشغال ولايمكن فهم المرأة نفسيًّا إلا من خلال فهمها بيولوجيًّا، فعلى الرغم من غموض المرأة نفسيًّا، فهي شديدة الوضوح بيولوجيًّا، مهما حاولت إخفاءه، وهي أضعف عضليًّا من الرجل، وتمر بتغيرات نفسية وجسدية لا يمكن إخفاؤها، والحمل والولادة والأطفال ظاهرة ملتصقة بالأم وتميل المرأة السوية إلى التخفي والتستر، والخجل الفطري والرغبة في الابتعاد عن العيون المتأملة لتلك المظاهر البيولوجية، ويتبع صفة التستُّر صفة أخرى تبدو مناقضة لها ولكنها في نفس الوقت مكملة لها، فالمرأة تريد أن تتزين لتكون محط انظار الجميع، وهذا يرفع من المستوى النفسي أيضًا ..
كما أن المرأة تميل إلى الكذب أحياناً لتظهر بصورة أفضل في التعبر عن نفسها، وأيضًا تحاول إخفاء جزء كبير من مشاعرها، وهذا عكس طبيعتها، وإحساسها بضعفها وأنوثتها يجعلها أيضا تفضِّل موقف الانتظار، فلا تقوم بالتعبير الصريح ولا تسمح لرغباتها بالظهور كما يفعل الرجل.وتميل المرأة أكثر نحو الأقوى والأجمل، وتميل إلى ذلك بالفطرة، وتبدو هذه الصفة انتهازية في نظر الرجل، وتدفعه ليكتسب مصادر القوة كالصحة والمال، ومصادر الجمال كالأخلاق والسلوك، في النهاية يصب هذا في مصلحة الجميع ..
كما أن هناك استثناءات تقبل فيها المرأة الاستمرار مع الأضعف، ويكون ذلك بدافع الشفقة والأمومة مثلًا، أو تكون مضطرة إلى ذلك، والمرأة حين تقاوم فطرتها مضطرة، يظهر ذلك عليها في صورة اضطرابات نفسية وجسمانية متعددة .لذا من لا يفهم صفة التقلب لدى المرأة يحتار كثيرًا أمام تغير أحوالها ومشاعرها وقراراتها، وبالتأكيد توجد هذه الصفات عند غالبية النساء، وتبقى هناك استثناءات، ولكنها لا تنفي القاعدة، بل تؤكدها، ولا يمكن الحديث عن المرأة دون الحديث عن الأمومة، فهي من أقوى الغرائز لدى المرأة السوية، فطبيعة المرأة مهيأة لأن تتحمَّل الآلام من أجل أبنائها وزوجها، وتعطي كثيرًا وتأخذ قليلًا، وتكون سعيدة بذلك ولا تطلب أي مقابل ..