الزواج علاقة مقدسة تجمع بين الرجل والمرأة، وتتسامى بها كل معاني العطف، والحنان، والمودة، والرحمة والتضحية … لقوله تعالى:( "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) فالزواج سكن للقلب والروح، وراحة للجسد بعد العناء والتعب .لكن للأسف كل هذه المعاني الجميلة والراقية للزواج، تظل رهينة الأسطر والكلمات، وكأنها المثالية المستحيلة، في واقع أصبح الزواج فيه مجرد واجبات معينة متعارف عليها بين الزوجين، وحقوق يؤخذ بها كأن الحياة الزوجية مقتصرة على هذا المفهوم .ويعود في الأساس أصل المشكل للنزعة التنافسية بين الزوجين حتى قبل الزواج إلى ما بعده، فكل منهما بطريقة أو بأخرى يحاول فرض قواعده المكتسبه حين يصبح الروتين الممل الطابع الغالب على حياة الزوجين، فالوقت محدد بأداء الواجبات الملقاة على كل منهما ..
فالمعتاد في الحياة الزوجية الزوج يداوم في عمله حتى المساء ثم يعود للبيت يرتاح أو يقضي وقت الفراغ في مشاهدة التلفاز أو او الخروج مع الأصدقاء لأنه أتم واجبه، في حين أن الزوجة تهتم بالبيت وشؤونه من تنظيف وإعداد للطعام ورعاية للأبناء، متى ما أتمت واجباتها فقد انتهى اليوم بالنسبة لهما، ليتكرر نفس البرنامج كل يوم وهكذا تمضي الحياة جافة مجردة من كل معنى من معاني السعادة والأنس والرحمة، لا تبادل لأفكار ولا لمشاعر ولا تفريغ لهموم الحياة.وهذا يعود في الأساس للمنافسة بين الزوجين من قبل الزواج إلى ما بعده، فكل منهما بطريقة أو بأخرى يحاول فرض قواعد لضمان عدم تجاوز الخطوط العريضة للحياة الزوجية لا رجعة فيها ولا نقاش حتى في الأمور البسيطة مثل أن تكمل الزوجة دراستها، أو ان تعمل بوظيفة ..
المنطق يرسم خطين متوازيين من أول يوم في العلاقة الزوجية لآخر يوم فيها. لأنه منطق كله مخاوف بعدم الارتياح.والمعروف في العلاقة الزوجية المقدسة هو تحقيق السعادة والفرح والأنس لكليهما. وهذه السعادة تأتى من الحب والسلاسة والتواصل والارتياح والثقة بين الطرفين وهذه الشروط مهمة بين عقلين وفكرين لقلب وروح واحدة، بعدها كل أمر في الحياة يخضع للحوار والأخذ والرد بينهما وسيحترم كل طرف مبادئه وشخصيته وحقوقه المحددة في الشريعة الإسلامية وسيكون التنازل منبعا للسعادة والتقدير والتقارب بينهما لأنه عن توافق وتراضي.فلكل منهما أحلام وأهداف وتصورات وسيكون الزواج بمثابة الدعامة لتحقيقها وليس العكس ..