كثير منا ينظر لشخص ما على أنه اية من الجمال وعندما تختلط به وتعرف خفايا روحه تجد أن هذه الروح غير جميلة ومنفرة أو مريضة لذلك لايغرك جمال المظهر أو الجسد فالجمال الحقيقي ينبع من جمال الروح بأخلاقها وأدبها وبإيجابيتها، جمال الرّوح لايشترى، هي منحة الله سبحانه وتعالى لمن يستحقها. لاينطفئ بريقها إلاّ إذا انطفأ نور النّقاء من قلب صاحبها. لا يوجد ثراء أعظم من عزّة النّفس ولا يوجد جمال يفوق فتنة الروح. فالجميلون روحاً جاذبيتهم طاغية واطلالتهم فاتنه لا يفعلون أشياء كثيرة ولكنهم يدخلون القلوب بدرجة كبيرة.ويعشقون الفرح بكل أبجدياته ويشعرون بالبهجة في كل حالاتهم ، لأنهم يدركون أنّ القوة تكمن في السعادة. لا يدهشهم رونق الأشياء من الخارج بل قلوبهم شغوفة بإدراك ذلك الجمال الكامن في كُافة الأشياء ومعانيها الجوهرية رائعون بأرواحهم يعشقون ويعيشون كل لحظة، في حياتهم يوم بيوم لا ينتظرون المناسبات والأحداث السارة لكي يفرحوا ويدركون جيداً قيمه الحياة وجمالها ..
لذا فالسعادة لا تُشترى بل تُعاش بأبسط تفاصيلها، فالقدرة على الفرح قوة تسعد بها القلوب الممتلئة بالنقاء. جميلون الروح ليسوا أعداء لأحد، هم سلام، ومحبّه، وجمال، وفرح، وإنسانية يُسعدون البشر بلا شروط. لُطف ساقه الله إلينا، يبعثون الأمان للنفوس، والبهجة للقلوب وما تزرعه في مخيلتك، تتفتح أزهاره في روحك تصوّرات الجمال قدره إبداعيه تجلب السعادة فتقن فن الإنصات لصوت روحك وستجد نافذة الكون في داخلك . والقوة هي الوجه الآخر لجمال روحك الحقيقي ومقياس صبرك وحكمتك، فكن منصتاً للندائها وجمال الرّوح هي صفة الأصحاء الأسوياء فكرياً ونفسياً وجسدياً، هي انعكاس لإيجابيتك وإشراق روحك باختصار حالة روحك والروح لا تكذب...
قد تخلو الأماكن أحياناً من الأحباب الرائعون بأرواحهم ولكنهم يتربّعون على شرفات القلب دائماً وأبدا. روعتك تكمن في حرصك الدّائم على أن تكون شخصاً مُتشافياً عقلاً وروحاً وجسداً، أن تختار الصحة والبهجة والقوة والغنى في كلّ شيء. والأشياء التي لا تلامس روحك ولا تحاكي ذوقك لن تناسبك كرّم ذاتك بما يُشبِهها ليس كبرياءً ولكنه تميّز أنت تستحقه.ابقَ مبتهجاً مُقبلاً على الحياة حيويّاً، امتلأ من رأسك إلى قدميك حُبّاً وعافيةً. كن أنت صاحب الرّوح الواعية لا يلتقط أي فكره، ولا يستجيب لأي تيّار،لا يتأثّر بأي ظاهره، يدرك الأشياء بإحساس عميق ويفطن بفكر رفيع فالروح الجميلة لا ترتبط بزمان ولا بمكان هي محبّه في قلبك وصفاء نفسك وشفافيّة روحك في كل لحظة تحياها. ينجذب القلب للقلب الكبير الممتلئ بالحبّ المترقرق بالعطاء وتنجذب الروح للروح القوية بشموخها الجميل في بهجتهاو برقّتها. ترتسم فيها مدائن رائعة الجمال فائقة الحسن. واغتنم لحظاتك كن وفيّاً لمن يخاطبون روحك واعلم أنّ من يُخاطبون هوى نفسك بقدر رقيّ روحك ويبعث الله سبحانة وتعالى لك من يقدرون سموّها ..
كذلك لا تُهمل عقلك إنّه مُرشدك في الحياة وكن من صنّاع البهجة في كل مكان الرّوح السامية لا يعتريها اليأس ولا تلوح أمامها الضبابية هي مشرقه بحضورها ومتنعّمه بجمالها وبهجتها بعض الأرواح الالتفاف حولها هي الحياة، بشذاها وجمالها وإذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود، لرأيت الجمال شائعاً في كل ذراته. فلا تجعل الحسن الدليل على الشخص فحسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن. فالجمال يروق العينين، والرقة تسحر النفس. والجمال بلا طيبة لا يساوي شيئاً. فالجمال ليس في الأشياء بل في العقل الذي يتأملها. فينعكس على الروح فجمال الروح هدية قابلة للكسر.فحافظ عليها لان الجمال في اللسان والكمال في العقل. وإذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود، لرأيت الجمال شائعاً في كل ذراته.فجمال الروح لا يمثلها الغرب أو الشرق بل يمثلها الإنسان القادر على تذوق الجمال أينما يراه..