الحبّ فطرة إلاهيه ليس لنا فيها يد فهناك حب الوالدين والأبناء والازواج والأخوة والاصدقاء ويقصد بالحب هو أن ترى قدرك في عين مُحبّك، تجد فعله يسبق قوله،يجد مشاعره وسعادته بقرب من يحب يقرأها في عينيه، لا تعجزه المسافات، ولا يشغله عنه شاغل إن أراد وصلة لا تعيقة الأماكن مهما كانت مشقّة الحبّ أمان واطمئنان، الحبّ أكبر من أن تختزله كلمة أو بيت شِعر والصّمت في الحب حكمة اقوى من حكم الكلمات، وله قدرته الخاصّة على الفعل والتّأثير. والمحبّ الصّامت يستطيع أن ينقل لغة حبّه لمن يخب على نفس المستوى من رهافة الحسّ، وإذا كان هو الآخر قادرًا على السّمع بلا أذن والكلام بلا نطق كما أن الحبّ قادر على أن يحوّل الصحاري القاحلة إلى جنان، ينبت الغصون والأوراق في جذوعها المَيّتة، يهب التّسامح،ويُصلح الأمور والأخطاء مهما عَظُمت.في الحبّ، اعطِي بقدْر ما توهب، فمنْ وُهِبَ الحبّ وهو يعلم قدره سيردّه بالمثل بل وبأحسن منه..
لذا لا تجعل همّك أن تسيطر على الطّرف الآخر وإن طاوعته مِلكك وضجرت حياتكَ معه، ولنْ تقدرَ على تحمّله، ولكي تمسك زمام نفسك فلابدّ أن تُحكِم السّيطرة على مشاعرك؛ أن تجيد تقدير المسافة بين المشاعر الصّادقة والمُهلكة، وتتعلّم كيف تُوازن بينهما.وكيف لك ان تُمسك بطرف الحبّ؟ ومتى تتركه حرًّا يطير في محيطك دون أن يفلت؟. وكيف ومتى تشدّ إليك طرف الخيط وتجذبه دون أن يشعر، لا تتكلّف في المشاعر، ولا تكذب، واصدق القول ولا تعطِ وعودا في لحظات سعادتك إن لم تكنْ واثقًا أنّك قادر على تنفيذها. اجعل فعلك يسبق قولك،والمرأة هي الرّقم الأصعب في معادلة الحُبّ، حين تخذلنا الظّروف والأحبّة والصُّحبة نجدها الظّهر القويّ الذّي نستند إليه ولا يميل. فمنْ يستنِـد إلى امرأةٍ تحبُّه لا يسقطُ أبداً ليس هناك اجمل من حب الام ولا أقوى..فهو كالدّرع، ف أحسن صقْله وكنْ كريمًا عزيز النّفس في طلبك. فإن أكرمت الحبّ أكرمك، وإن تعاليت عليه أهانك بالتخلّي. فالحبّ يأتي أحيانًا على هيئة تنازلات لتستمرّ الحياة وأنْ تُرزقَ امرأة تحبّك مخلصة لك أعلم أنّها لنْ تخذلك ..