'نظم الشاعر أبو اسحاق الغزي بيتًا شعريًابشكل سؤال :
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقـة النار أم من فرقة العسلِ ؟
فأعلنت إحدى الصحف عن جائزة لمن يستطيع الإجابة على هذا السؤال
أجاب بعض الشعراء :
بأن السبب هو الألم من حرقة النار ، وأجاب آخرون إن السبب هو فرقة الشمع للعسل الذي كان معه
ولكن أحداً لم يحصل على الجائزة.!
ما إن بلغ الخبر الشاعر صالح طه حتى أجاب بقوله :
من لم تجانسْه فاحذر أنْ تجالسَه
ماضر بالشـمع إلا صحبة الفتـلِ '
وكما نعلم أن سبب بكاء الشمع وجود شيء في الشمع ليس من جنسه وهو الفتـيلة التي ستحترق وتحرقه معها.
وكما نعلم جميعًا أن الانسان يتأثر ويقتدي بجليسه فاذا كان هذا الجليس صالحًا فسوف تكون صالحًا ولكن غذاكان هذا الجليس غير صالح فإنه قد يتأثر بهذا الجليس.
وعلينا اختيار الصحبة الصالحة لأن الاسلام حثناعلى اختيار الصحبة الصالحة لأن لها شأن كبير في الإسلام، فالأنبياء وأولوا العزم من الرسل اتخذوا لهم أصحاباً فعيسى عليه السلام يقول : " مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ " [الصف: 14] أي من يعينني في الدعوة إلى الله، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم اتخذ له صاحباً في حياته قال سبحانه : " إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا " [التوبة: 40].
وحثنا الاسلام على اختيار الصديق والجليس الصالح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحْذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة[1]، متفق عليه.
فعلينا أيها الاحبة الابتعاد تمامًا عن مجالسة أمثال هؤلاء ولا يقول أنا واثق من نفسي أنا ما يهمني أبداً، وكما نعلم أن مجالسة الأشرار وأصحاب المخدرات يمكن للإنسان ان يصير مثلهم وان تنتقل العدوى إليه أو يساء الظن بك وأنك على شاكلة هؤلاء وكم سمعنا من قصص ومصائب حصلت بسبب محالسة هؤلاء الاشرار نعوذ بالله من ذلك.
والواجب علينا انتقـاء من نجالسه ويناسبنا من البشر
حتى لا نحترق بسببهم ونبكي يوم لا ينـفع البكاء.
قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خير من أخ صالح... فإذا وجد أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به.
وقال تعالي :" وسيق الذين أتقوا ربهم إلي الجنة زمرا... "يأبي الله أن يدخل الناس الجنة فرادي ، فكل صحبة يدخلون الجنة سويا.
اللهم أرزقنا الصحبة الصالحة.