لِي فَوْقَ آفَـاقِ البَيَانِ مَــكَــانُ
وَعَلَى امْتِدَادِ الدَّهْـرِ لِي جَرَيَانُ
فَـبِأَحْرُفِي نَـزَلَ الكتابُ مُفَـصَّلًا
ﻻ رَيْبَ فيهِ ، وَإنْ مَضَتْ أزْمَانُ
حُزْتُ البَلاغَةَ والفصَاحةَ كُـلَّـها
وَكَمِ ارْتَوَى مِنْ أنْـهُـرِي ظَـمْـآنُ
***
هَذي يَنَابِـيعُ الـضِّـيَاءِ تَدَفَّـقَـتْ
مِنِّي ، وَخَـيْـرُ أَدِلَّـتِي ( القُـرْآنُ ) !
لو لَمْ أَكُنْ أَسْمَى اللُّـغَاتِ مَكَانةً
مَا اخْـتَارَنِي لِـكِـتَـابِـهِ الرَّحْمَـنُ !
شَرَفٌ عَظِيمٌ .. ﻻ حُدُودَ لِفَخْرِهِ
أنِّي لِخَـيْـرِ المُـعْـجِـزَاتِ لِـسَـانُ
***
مُذْ سَافَرَ العَرَبيُّ في فلواتِهِ
وَلَـهُ حُرُوفي : المَاءُ وَاﻷَفْـنَـانُ !
يَشْدُو .. فَيَأْتَلِفُ السَّحَابُ بِعَينِـهِ
فإذا صَدَاهُ عَلَى الرِّمَـالِ جِـنَـانُ !
وإذَا السَّـرَابُ جَـدَاوِلٌ رَقْـرَاقَـةٌ
وإذَا الحِـجَـارَةُ كُلُّـها مُــرْجَـانُ !
كَمْ مُبْصِرٍ أَعْمًى رَسَمْتُ مَجَازَهُ
صُوَرًا، يَذُوبُ لِحُسْنِها الوِجْدَانُ !