الخوف من الموت أمر فطري وطبيعي يصيب الإنسان أثناء مواجهته للكثير من المواقف في حياته، ويمكن أن يتطوّر ويصبح وسواس مرضي يؤدّي إلى أن يصبح إنساناً غير طبيعي، والخوف من الموت هو عبارة عن حالة نفسية قد تكون بسيطة كخوف الإنسان من فقد أحد الناس المهمّين في حياته، أو حالة خطيرة كخوفه من فقد حياته فتربية الإنسان على الخوف من الموت منذ صغره، يجعل الموت أمراً غير مقبول ذهنيّاً ونفسيّاً. الخوف من الموت نتيجة التعرّض للمخاطر، أو التواجد في بيئة مليئة بالموت والرعب كمناطق الحروب..
يمكن أن يقال في حالة (الخوف من فقدان شخص عزيز) بأن هذه حالة ظرفية من الحالات التي جعلها الله عز وجل- من سنن الحياة، حيث خلق الكون والحياة، وخلق السراء والضراء، وجعل هذه الحياة مكانا للاختبار والابتلاء، يقول الله عز وجل: ( كل نفۡسࣲ ذائقة ٱلۡموۡت ونبلوكم بٱلشر وٱلۡخیۡر فتۡنة وإلینا ترۡجعون) [الأنبياء ٣٥] فالموت هو أعظم حالة من حالات الفقد المتعددة، ومع ذلك فقد قد نتعلق بالأشخاص فنفقدهم بالموت، كما قد نتعلق بالأمن فنفقده بحصول الخوف، وقد نتعلق بالوظيفة والمال فنفقدهما بانعدامهما، والعبرة أن كل هو محض ابتلاء يقتضي الصبر والتسليم، ومن فعل ذلك كان جديرا بالجائزة الربانية، بحصول الطمأنينة والسكينة النفسية في الدنيا والثواب الجزيل في الآخرة ..
كذلك مادون الموت من فقد، كفقدان حبيب، وذلك بانقطاع علاقاتنا معه، وليس بموته، هو أهون من الموت بلا شك لذلك من فقد عزيزا أو حبيبا بهذه الطريقة فليتذكر الفقد الأعظم الذي هو الموت، عندها تهون مصيبة فقده فلا ينبغي أن نتعلق به تعلقا زائدا يؤدي إلى إهلاك أنفسنا بعد ذهابه عنا، فالتوسط في الأمور يقينا مزالق التعب النفسي والصدمات المختلفة كالصدمات العاطفية أو صدمة الوفاة خلاصة ما يمكن أن نقوله هنا، من فجع بحبيب أو صدم بعزيز فعليه أن يرجع إلى الله العزيز الرحيم الذي يجبر قلوب المنكسرين، ويغيث جدب قلوب المساكين..
تعرّض الإنسان للشكوك والخيالات المخيفة تجاه الموت والعالم الآخر. الخوف الناتج من حبّ الإنسان لحياته وعدم رغبته بالتخلّي عنها،وخوف الفاسدين ومرتكبي المعاصي، الذين يعلمون جيداً بأنّ أسلوب حياتهم سيؤدّي بهم إلى الهلاك والعذاب الأبدي. خوف الإنسان من المجهول الذي سيحصل بعد الموت، فهو لا يعرف ما سيحصل له. الخوف من القبر ووحدته والظلام. موت أحد الأقارب بشكل مخيف، كالحرق أو الغرق ممّا يدفع الإنسان إلى الخوف من الطريقة التي سيموت بها. خوف الأم أوالأب من الموت وترك أطفالهم يواجهون الدنيا لوحدهم، خاصةً عند عدم وجود أحد آخر يعيلهم ويهتم بهم...
كذلك الخوف من سكرات الموت وخروج الروح من الجسد. والخوف من سكرات الموت الشعور بألم في الصدر وضيف بالنفس عند الحديث عن الموت. الخوف من المرض والإحساس الدائم به بالرغم من عدم وجوده. عدم المقدرة على التأمل والتفكير بالحياة الثانية. القلق الشديد والاكتئاب. عدم المقدرة على مواجهة المصاعب خوفاً من العواقب. عدم المقدرة على النوم بشكل سليم، ممّا يسبّب الأرق والتفكير بالموت..
هناك نصائح للتخلّص من الخوف التقرّب إلى الله تعالى، والتوكّل عليه في كل أمر. الاعتقاد التام بأنّ الموت سيصيب جميع البشر وأنّ هذا أمر مسلّم به ولن يفوت أحد. التفكّر والتأمّل وتثقيف النفس عن الموت والحياة الثانية. عيش الحياة دون مخاوف؛ لأنّ الخوف لن يمنع الموت ولن يؤجّله، بل سيجعل الإنسان كئيباً وغير مرتاح البال. عدم ممارسة العادات السيئة كالتدخين، وشرب الكحوليات والمخدرات. العمل على ارتخاء الأعصاب، والتركيز في الأمور التي تجعل الحياة جميلة. الالتزام بالفرائض والواجبات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، وعدم معصيته سبحانه وتعالى ..