إن يد الإنسان أعجوبة.لا يوجد مخلوق آخر على وجه الأرض، ولا حتى أغرب المخلوقات لديه أيد مماثلة، تتميز بقدراتها على الإمساك بالأشياء والتلاعب الدقيق بها،لكن في سياق الحياة الحديثة يقوم بأشغال عملية أقل تعقيدًا مما هو معتاد عليه، ولا تعدو في بعض الأحيان أكثر من بضع الحركات البسيطة مثل النقر على الشاشات والضغط على الأزرار. ويعتقد بعض الخبراء أن تحول الأشخاص بعيدًا عن أنشطة اليد الأكثر تعقيدًا يمكن أن يكون له عواقب على طريقة التفكير والشعور.
فعندما تنظر إلى خصائص الدماغ كيف يتم تقسيمه، وأين يتم استثمار موارده فإن جزءًا كبيرًا منه مخصص للحركة، وخاصة للحركة الإرادية لليدين ..
لذا فالعلاقة بين الجهد الذي يبذله الإنسان في شيء ما والمكافأة التي يحصل عليها منه وأنها تعتقد أن العمل باليدين يمكن أن يكون ممتعًا بشكل فريد كما أن الدراسات التي أجريت على الأشخاص، والتي وجدت أن مجموعة كاملة من الأنشطة العملية - مثل الحياكة والبستنة والتلوين - ترتبط بفوائد معرفية وعاطفية، بما يشمل تحسينات في الذاكرة والانتباه، فضلا عن انخفاض في أعراض القلق والاكتئاب.وعلى الرغم من أن الدراسات لم تحدد أن مشاركة اليد، على وجه التحديد، تستحق الفضل، إلا أنه على سبيل المثال، رجح الباحثون الذين درسوا التلوين أنه ربما يعزز اليقظة الذهنية، وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا للصحة العقلية. كما أن أولئك الذين درسوا الحياكة عبروا عن نتائج مشابهة.وإن إيقاع وتكرار الحياكة بنمط مألوف أو ثابت كان مهدئًا، مثل التأمل ..
كماأن العمل باليدين يمكن أن يفيد عقل الشخص وعافيته أضافة أن المهام التي تجذب الانتباه وتمثل تحديًا بسيطًا، ويمكن أن تدعم التعلم. فالبعض يعاني مما يسمى العجز المكتسب، حيث يشعرون أنه ليس مهم ما يفعلونه، ولا شيء ينجح على الإطلاق، في اعتقادهم أن العمل باليدين لا يحفز الدماغ، ولايساعد في مواجهة هذا العجز مهما بذل من جهدً غير مدركين رؤية نتاج ذلك ..
واكتشف الباحثون أن الكتابة اليدوية مرتبطة بنشاط دماغي أكثر تفصيلا من الكتابة على لوحة المفاتيح.ف بالكتابة اليدوية، ينبغي تشكيل هذه الحروف المعقدة عن طريق حركات اليد والأصابع، التي يتم التحكم فيها بدقة موضحة أن كل حرف مختلف ويتطلب حركة يد مختلفة.لتنشيط الذكريات المميزة فعملية تكوين الحرف تنشط الذكريات ومسارات الدماغ المرتبطة بما يمثله هذا الحرف (مثل الصوت الذي يصدره والكلمات التي تتضمنه)، ونتيجة لذلك فإنه يستخدم عقله بالكامل بشكل أقل بكثير مما يستخدمه عند الكتابة باليد..
كما أن الكتابة والرسم ينشطان ويمرنان الدماغ أكثر من الكتابة على لوحة المفاتيح. وهذه المهارات تنطوي على التحكم الحركي الدقيق لليدين وتعتبر تدريب ممتاز وتحفيز فائق للدماغ فالدماغ يشبه العضلات، وإذا واصلنا إزالة هذه الحركات المعقدة من حياتنا اليومية - وخاصة الحركات الحركية الدقيقة - أعتقد أن العضلات سوف تضعف وأن التقليل من تحفيز الدماغ يمكن أن يؤدي في النهاية إلى عجز في الانتباه والذاكرة والقدرة على حل المشكلات.فالبستنة والحرف اليدوية، توصلت الأبحاث إلى انهاتفيد دماغ الأنسان أيضا ..