أن اسمى ما تطلبه النفس البشرية هو الشعور بالأمن والهدوء والقبول بمن حولها في مجتمعاتها وابسط ما ينال به ذلك ان تكون النفس البشرية هي مبعث السلام لمن حولها ليتحقق بذلك مجتمع السلام والذي يبدأ بنفسي وبنفسك، ولنحقق في انفسنا سلاما يفيض على جوارحنا وحركاتنا وسكناتنا سلاما يمتد اثره للآخرين يبدأ بالبحث عن الافضل في كل شيء ورؤية الجانب المشرق والمضيء في كل شيء ففي باطن كل محنة منحة لا تخفى على من يُعمل التفكيروالنظر بزاوية اخرى للامور، وللمضي بحاضر جميل لابد من التخلص من ركام الماضي والتخلص من المواقف السلبية التي اعترضتك، حاول المبادرة بالسلام ونشر الخير والدعوة اليه ورافق بذلك اناسا يتمتعون بالايجابية متفائلين بالحياة،فالحصول على الهدوء النفسي يبدأ من داخل الانسان عندما يقرر بذاته ان يكون هادئا في ردود افعاله ..
أن الانسان لا يمكنه ان يبني شخصيته خارج المجتمع وبمعزل عن الآخرين، لذلك تعوزه الثقة بالنفس كونها تساعده في المشاركة والمواجهة بعقلانية وانفتاح، فالمرء الواثق من نفسه يتوصل الى السيطرة على الفوضى في حياته الشخصية ،ويتفوّق في علاقاته الاجتماعية.والخلاصة أننا لا نريد جيلاً يعيش في عزلة نفسية اجتماعية، بل ما نريده هو جيل واثق من نفسه، يملك القدرة على الرؤية الواضحة ومواجهة العالم الخارجي بأهدافه وتحدياته. ويقوم مفهوم السلام النفسي في الاسلام على جملة مبادئ وشعائر وقيم أخلاقية جاءت بها الرسالة لتجعل في مجموعها النفس الانسانية متزنة الامن والسلام، وتعصمها من الاضطراب والتناقض وذلك من خلال أحكام الاسلام عامة ومقتضيات العقيدة والعبادة خاصة ..
فالانسان الحائر المضطرب، الفاقد معاني السكينة والطمائنينة الروحية هو أبعد ما يكون عن اقامة مبادئ السلام في الحياة.وإن العامل الأشد أهمية في بناء الشخصية الناضجة هو الثقة بالنفس، ويشكل دعماً للشخصية في وجه التحديات، وانعدام الثقة بالنفس تجعل الفرد يعيش حياة هامشية لا معنى لها ولا هدف منه ويعيش بحالة من اليأس والاحباط، وهذا يؤثر في طباعه ويجعله يعيش في صراع يهدد أمانه السلوكي.وان نحب أولادنا، هذا يعني ان نساعدهم في الوصول الى أعلى مستوى من الرشد والنضوج، وأن نحترم احتياجاتهم وميولهم النفسية والذهنية، فهذا يخلق فيهم شعوراً بالثقة بالنفس وهو شرط أساسي للنمو المتكافئ، حيث يمضي في طريقه بثبات وحين يتعامل الأهل مع أولادهم كأشخاص فاشلين لا يستطيع الأبناء شق طريقهم منفردين، وهذه المعاملة تخلق شبيبة معقدة لأن الفرد يكتسب أنماطاً سلوكية معينة نتيجة احتكاكه مع الآخرين وتفاعله الاجتماعي ومشاركاته، وهذا التفاعل له أكبر الأثر في جعل الشباب يأخذون قراراتهم بأنفسهم لأن التفاعل يكسبهم خبرة في التعامل ..