العاشر من شوال، كان يوماً مشمساً وجميلاً برفقة الأصدقاء. الطيور تعانق السماء فرحاً، والأشجار تتمايل على أنغامها، بينما البحر بدا هادئاً بعض الشيء ويطلق نسمات السعادة، وكأن جدة بأكملها أبت إلا أن تحتفل بقدومنا.!
مثل غيري من الناس وقفت خلف السور الحديدي وأنا أتأمل البحر إذ مر بجانبي رجل في العقد السادس من عمره تبدو عليه ملامح السكينة والوقار، نظرتُ إليه نظرة عابرة، فبدت لي ملامحه مألوفة، ثم أمعنت النظر، فإذا هو "الدكتور وليد فتيحي" الطبيب والكاتب ومقدم البرنامج الشهير "ومحياي".! نعم هو يا حسن، الرجل الذي لطالما أحببت مشاهدة برامجه والإستماع إليه!
وبلا مقدمات وجدت نفسي أمامه، تلاشت كل الشكوك والتوترات التي كانت تلفني، وغمرني شعور بالفرح، رأيت في عينيه بريقاً ينبعث من عمق شخصيته. عيناه تنبض بالحكمة والعطاء، وكلماته تنساب كنهر من الحكمة والإلهام. تفاعله معي كان يشعرني بالثقة والإيمان بقدراتي. أخبرته بأنني طالب علم في الصحة، قام بنصحي وتوجيهي، كنت أستمع إلى حديثه كتلميذٍ أمام معلمه، وعدني أيضاً بأنه سيهديني كتاباً من كتبه يعينني في مسيرتي العلمية والعملية. يتابعُ حديثه.. أتأملُ في وجهه، أجد ملامحي المستقبلية في شخصه الكريم. يمضي الوقت سريعاً، ويهم بالرحيل قبل أن أستأذنه لالتقاط صورةٍ تذكارية أخلد بها هذه اللحظة الجميلة، ابتسم وأومأ برأسه موافقاً. ثم لاحقاً، مضى بكل تواضعٍ في طريقه...
إنها واحدة من اللحظات العظيمة التي تصقل الروح بالعلم والمعرفة، وتملأ القلب بالسعادة والهناء. كان أكثر من مجرد لقاء، بل كان لحظة تحولت فيها طاقتي وتفاؤلي نحو الأفضل. فقد كان ذلك اللقاء فرصة لا تُضاهى، وذكرى ستظل خالدة في ذاكرتي، تذكيراً بأن اللقاء مع الشخصيات العظيمة يمكن أن يغير مجرى حياتنا نحو الأفضل.!
بعد أن انصرف الدكتور وليد، عدت لمقعدي على الشاطئ، و رأيت الشمس تتسلل ببطء من وراء البحر، وأشعتها ترقص على أمواج الماء، ملؤها دفء وحياة. كانت تلك اللحظة تذكيرًا بأن الحياة جميلة ومليئة بالأمل، وأن هناك دائمًا فرصة للبدء من جديد.!
سأحتفظ بهذا اللقاء في قلبي إلى الأبد كدرسٍ قيّمٍ في رحلتي نحو النجاح والتحسن.!
التعليقات 1
1 pings
feelingsboyy2@gmail.com
06/05/2024 في 6:10 ص[3] رابط التعليق
ماشاء الله تبارك الله…
فعلا تسعد عندما تكون ضمن محيط فيه الكثير من المميزين، فلقد أسعدتنا بلقاءك الثمين بالدكتور القدوة،
وأخذتنا بروعة اسلوب كلماتك إلى شعور يصف جمال لقاء القدوات.. شكرا د. حسن.
(0)
(1)