يسعى البعض بطبيعتهم إلى تحقيق السعادة، هل يمكنك أن تصف وتحدد حالتك عند تحقيق السعادة ؟ إن تحديد السعادة ليس بالأمر السهل فالسعادة لها مستويات مختلفة، وفروق دقيقة بين كل شخص والاخر وهناك سلوك يثير السعادة، لكن كيف تصل إلى الشعور بالرضا عن نفسك لذا شعورك بالرضا عن نفسك قد يؤدي ذلك إلى الشعور بالسعادة كماإن عدم الرضا يدفعك إلى الطموح والتحرك، ومحاولة تحسين الوضع، والتغيير الإيجابي ومواجهةالتحديات فالرضا شعور ينبع من القلب وهو ايضا خلق حميد يُشعر الانسان بالسعادة والراحة، فهو من اعلي درجات الصبر، وهذا الخلق يغيب عن كثير من البشر، وأحيانا يحدث خلط بين الرضا والاستسلام او السلبية، فالرضا لا يتعارض ابدا مع الطموح، وما هو الا نتيجة للسعي والاجتهاد، فبعد ان تسعي وتجتهد وتفعل كل ما في وسعك، تترك النتيجة لله ..
لذلك عدم شعورك بالرضا لا يدل على عدم وجود تقدير أو امتنان فتصور مستقبل أفضل لنفسك ولا تسمح بحدوث فجوة بين بعض الأمور وعدم المبالغة في التحديات، ربما هذا يدفعنا ألى أمور سلبية فالسعادة في رحلة حياتنا هي تحقيق هدفنا وجلب لحظات أخرى من السعادة الحقيقية.وذلك بالممارسات الصحية، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة، وتناول الطعام بشكل صحيح.وتكوين علاقات اجتماعية جيدة كما أن الرضا حالة في القلب ليس لها علاقة بالسعي، بل لها علاقة بتقبل المقسوم من الأقدار في كل وقت، أما السعي والطموح فهما مرتبطان بالعقل الذي يخطط والجسم الذي ينفذ، فالقلب الذي يعامل الله يرى مدد الله في كل وقت وهو راض به، أما العقل فيقوم بالبحث والتخطيط لكيفية استثمار كل الفرص المتاحة والرضا نوعان إيجابي وسلبي فالايجابي وهو القناعة بما قسمه الله تعالى للإنسان مع الأخذ بالأسباب وهذا ليس ضد الطموح والشعور بالنعمة وتقبل الذات كما هي وتأكد أن رضا الجميع أمراً مستحيلاً ويجب مسامحة النفس ومواجهتها وتجنب مقارنة النفس بالآخرين والبحث عن نقاط القوة ومعرفة كيفية حب الآخرين وطلب المساعدة من المختصين ..
تشير دراسة ان الأشخاص السعداء هم الأكثر انفتاحًا عن الآخرين . في حدود عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا لذلك نحن بحاجة إلى تخصيص الوقت لأصدقائنا وأفراد عائلاتنا وأحبائنا فالعلاقات الجيدة سر السعادة والصحة حتى لو كانت علاقة واحدة فقط؛ فهي تساعدنا على حماية أنفسنا من تقلبات الحياة، وجسديًّا من خلال تقليل هرمونات التوتر. وهذا لا يعني أن عليك أن تصبح منفتحًا أو تعيش حياة احتفالية، لكن يجب عليك بذل بعض الجهد لتحسين علاقاتك باستمرار. فالشعور بالرضا يجعل العبد يبتعد عن مخالفة الله تعالى ويتبع الأحكام والشرائع والقضاء. بالرضا يُشعر العبد بعدل الله، فعدل الله في العقوبات والقضاء لا يتعارض مع حكمه.والرضا سببٌ في البُعد عن الحسد والغش والحقد لأنّ المسلم الذي لا يرضى بما قدر له يبقى عنده حسد، ويتمنّى زوال النعمة عن الآخرين .