اكتب مقالي هذا في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة ، وهو اليوم الأخير في كل أعمال الحج ، الذي انتهى بنجاح باهر اسعد المسلمين في كل اقطار العالم واغاض الأعداء من المرتزقة والماجورين .
ومن هذا المنبر الإعلامي نرفع خالص التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، ولسمو ولى عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظهما الله)، بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام 1445هـ ، وذلك بدعمهم المستمر ، وتوجيهاتهم الكريمة المباشرة، وبالجهود المباركة من جميع قطاعات الدولة المشاركة في خدمة الحجاج وضيوف الرحمن فنحن نعلم بأن نجاح حج هذا العام 1445 هـ ، هو تجربة دينية وإنسانية مميزة .
فقد شهد حج هذا العام تحقيق نجاح باهر وتنظيم متميز يعكس القدرة الإدارية والتنظيمية العالية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في ادارة الحشود ، فشاهدنا كل الوزارات وهي تنفذ المشاريع العملاقة وتهيئة كل المرافق والخدمات لخدمة ضيوف الرحمن .
حج هذا العام 1445 هـ شكّل فرصة للمسلمين من مختلف أنحاء العالم لأداء الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي بروح من السلام والتضامن .
وقد تميزت هذه التجربة التي يشاهده القادم إلى المملكة من خلال حجه لأول مرة بالانبهار ، والاهتمام الكبير الذي تبذله حكومة المملكة العربية السعودية بسلامة الحجاج وراحتهم وتوفير جميع سبل الراحة والرفاهية لهم خلال أدائهم مناسك الحج في كل المشاعر المقدسة .
ولم يقتصر نجاح حج هذا العام على الجانب الديني فقط ، بل شهد أيضًا تنظيمًا متميزا في كل المجالات الإدارية واللوجستية والصحية، رغم ارتفاع درجات الحرارة ، مما جعل هذه التجربة تحظى بإعجاب العالم أجمع.
إن نجاح حج هذا العام 1445 هـ ، يعكس التزام المملكة العربية السعودية بخدمة الضيوف والحفاظ على أركان الدين الإسلامي، ويبرز القدرة الفائقة على التحكم في الظروف الصعبة وتحويلها إلى فرص لتقديم أفضل الخدمات والرعاية لحجاج بيت الله الحرام .
يُعد الإعلام السعودي من الوسائل الرئيسية التي تُستخدم لإيصال رسالة الحج وتوجيه الحجاج والمُعتمرين .
فالإعلام يلعب دورًا حيويًا في توجيه الناس حول كيفية أداء الحج بشكل صحيح وآمن ، وفي توجيههم حول الإجراءات والتدابير الوقائية المتعلقة بالصحة والسلامة .
وقد تمثل دور الإعلام السعودي بكافة مجالاته المسموع والمرئي والمقروء في إيصال رسالة الحج لهذا العام في تناول المواضيع المتعلقة بالحج بشكل شامل ودقيق ، وذلك من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية والمطبوعات ووسائل التواصل الاجتماعي .
يتم توجيه الحجاج والمعتمرين بشكل منهجي حول الشعائر الدينية والأداب الواجب اتباعها، ويُشجع على اتباع التعليمات الصحية للوقاية من الأمراض وضمان سلامتهم .
بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم الإعلام السعودي لتوجيه الحجاج والمعتمرين حول الخدمات المتاحة لهم في المملكة العربية السعودية، مثل وسائل النقل والإقامة والتسهيلات الأخرى التي تساعدهم على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
فالإعلام السعودي كان شريكاً رئيسياً في إيصال رسالة الحج وتوجيه الحجاج والمعتمرين، وفي تقديم المعلومات الضرورية لضمان أداء الحج بشكل صحيح وآمن .
وقد اطلق وزير الإعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري الدورة الأولى لـ" ملتقى إعلام الحج " الذي يعد نقلة نوعية في تطوير عمل الإعلاميين، ويهدف للمساهمة في دعمهم ، وتوفير التقنيات الحديثة لتحقيق التميز والابتكار في التغطيات الإعلامية المحلية والدولية المواكبة لموسم الحج ، حيث استفاد من خدمات هذه الملتقى أكثر من 150 وسيلة إعلامية محلية وعربية وإسلامية وعالمية، وما يزيد عن 1500 إعلامي محلي ودولي .
سمعنا وشاهدنا وقرانا العديد من الذين يحتجون على وقوف المملكة بالمرصاد لمن يريد تجاوز الأنظمة وإجراءات الحج ، والسماح لهم بالحج بدون تصريح ، متناسين أن هذا الاجراء يهدف إلى ترتيب وتنظيم شعيرة الحج والتنقل بكل يسر وسهولة بين المشاعر المقدسة .
فحكومة المملكة العربية السعودية تشترط التصريح لأداء فريضة الحج بهدف ضمان سلامة الحجاج وحفظ النظام العام أثناء موسم الحج .
فعندما يتم تحديد العدد من خلال التصاريح المعلومة للحجاج من الداخل ، ومن الخارج ، فهذا يساعد في تنظيم عدد الحجاج القادمين إلى الحرم المكي والمدني والمشاعر المقدسة ، مما يسهل إدارة الأماكن المقدسة وضمان سلامة الحجاج والمعتمرين .
وكذلك من خلال معرفة عدد الحجاج ومكان إقامتهم ، يمكن للحكومة السعودية توفير الحماية والأمان للحجاج وضمان تجربة الحج خالي من المشاكل والحوادث .
وكذلك بفضل التصاريح يمكن توفير الخدمات الضرورية للحجاج بشكل فعال، مثل النقل والإقامة والرعاية الطبية، مما يسهل على الحجاج أداء مناسكهم بسهولة ويسر .
وكذلك يمكن من خلال نظام التصاريح مكافحة التجاوزات وضبط النسبة المحددة من الحجاج التي تقررها السلطات السعودية لكل دولة ، وهذا يسهم في عدم تعرض الحجاج القادمين من دول عديدة للتجاوزات أو الاحتيال.
فهذه الإجراءات تهدف إلى ضمان أن يتم أداء الحج بشكل آمن ومنظم ، وأن يكون لدى الحكومة السعودية السيطرة الكاملة على سير موسم الحج وضمان حقوق الحجاج وسلامتهم .
وتكفل المملكة العربية السعودية حقوق الحجاج من صحة ورعاية وأمن وسكن ومواصلات مع الاستنفار الخدمي الكبير في المشاعر المقدسة وما يسبق الموسم لضمان راحتهم وسلامتهم .
وهذا ما أكّده وزير الإعلام السعودي أن كل حاج أتى نظاميًّا إلى المملكة له حقوق تحميها الحكومة السعودية وتضمنها، بل تقاتل دون هذه الحقوق حتى يعودوا لديارهم سالمين مقبولين بإذن الله.
و قال سلمان الدوسري : " لا أحد يقبل بأن يسلب حاج قدم بلا تصريح حقّ حاج آخر قدم من آخر الدنيا إلى الحج ملتزمًا بالأنظمة والإجراءات المرعية" ، فهذا القول يمثل قاعدة أصيلة تنطلق منها المملكة في إدارة الركن الخامس ، فلا يمكن قطعًا أن يصادر حاج مخالف حق حاج نظامي جاء وفق الإجراءات الرسمية ليتمكن من أداء نسكه محترمًا شرط التصريح الذي يُطبق على المواطن والمقيم دون تمييز .
" و أن خدمة حجاج بيت الله الحرام هي أهم واجب تقوم به البلاد خلال العام ، منوهاً بأن القيادة تشرف على تلك الجهود بشكل مباشر على مدار الساعة " .
شاهدنا المواقف المشرفة التي قدمها أكبر المسؤولين في الدولة من أمراء ووزراء إلى المتطوعين من أبناء هذا الشعب وهم يتسابقون إلى خدمة ضيوف الرحمن ، ومنها موقف وزير الصحة السعودي فهد بن عبدالرحمن الجلاجل الذي يتفقد المستشفيات الميدانية والمراكز الصحية عندما التقى بأحد الحجاج من إحدى الدول العربية وفي يده ورقة فيها نوع من العلاج لم يوجد في المركز الصحي فاخبره بأنه سوف يتم تأمين الدواء ، وسوف يصلك حتى مقر إقامتك ، فنعم المسؤولون ونعم الحكام لهذا البلد .
اما الموقف الآخر فهو اسطول سيارات الإسعاف التي قامت بنقل المرضى المنومين من مستشفيات المدينة المنورة إلى المشاعر المقدسة لاستكمال الخطة العلاجية لهم أثناء تاديتهم مناسك الحج .
اما مواقف الجنود الأبطال والمتطوعين الافذاذ فقد سطروا ملاحم من المواقف التي تبهر الآخرين من خلال الإنسانية التي يتصف بها أبناء هذا البلد بطبيعته بدون تكلف أو رياء .
نستغرب عندما نجد الذباب الالكتروني من المرتزقة والماجورين وهم يدعون ويكذبون بان حكومة المملكة اوجدت قانون يمنع الدعاء لغزة في الحرم ، بينما نجد أئمة الحرمين يدعون لغزة وأهلها في كل خطبة جمعة ، وفي كل صلاة تراويح وتهجد في رمضان ، بل إنه في خطبة عرفة لهذا العام سمعنا الدعاء لغزة وأهلها منة خلال خطيب يوم عرفة لهذا العام الشيخ ماهر المعيقلي عندما قال " ادعوا لإخواننا في فلسطين الذين مسهم الضر ، وتالموا من أذى عدوهم ، سفكا للدماء وافسادا في البلاد ، ومنعهم من ورود ما يحتاجون إليه من طعام ودواء وغذاء وكساء " .
فماذا يريدون وهم يرددون أسطوانة مشروخة في كل عام ، وقبل موسم الحج ، وأثناء موسم الحج ، ويستمرون في نباحهم حتى ينتهي موسم الحج .
وبعد ذلك خرجوا لنا بموضوع البراءة من امريكا واسرائيل ، ولماذا تمنع حكومة السعودية المسلمين من إعلان البراءة ، ماهو ممنوع هو الغوغائية والهمجية التي يقوم بها بعض المهندسين من أجل تعكير صفو الحج ومضايقة الحجيج وازعاجهم .
فكان رد المملكة واضح منذ البداية بأن أمن الحجاج خط أحمر ، فمن لم تمنعه عظمة المكان ، ولا عظمة الزمان ، فإن جنود سلمان يقفون له بالمرصاد ، حيث تم رفض تسييس الحج أو رفع الشعارات السياسية الفوضوية التي تصدر من جماعات مدسوسة ، هدفها احداث الفوضى وإظهار الولاء لاسيادهم من الملالي الإيرانية .
اخر حرف : قال الله تعالى ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ، وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) .