كانت مقدمة المسلسل الكرتوني الشهير عدنان ولينا تتحدث أن الحرب العالمية الثالثة اندلعت في ٢٠٠٨م
وكنا حينها في بداية الثمانينات وأن معظم أجزاء الأرض تعرضت لدمار وخراب هائلين .
مرت كل تلك السنين و(جيل الطيبين) يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من تحقق ذلك السيناريو التنبؤي المرعب ونهاية العالم
الحمدلله أن مكروها كهذا لم يقع
لكنها كانت البداية لثورة معلوماتية أذهلت الألباب وآخذت العقول نحو (الرقمنة ) وجعلت العالم في سباق مع الزمن لحظة بلحظة لتقديم كل ماهو جديد من اختراعات وابتكارات بشتى المجالات بداً بشريحة الهاتف النقال وانتهاء بصناعات تكنولوجية وحربية لتدمير الانسان والبيئة وكل ماهو جميل على وجه المعمورة
لعل الأطفال هم المستهدف الأول والأكبر ؟
أعود لجيل الطيبين الذين أدهشهم وصول التلفاز والراديو لبيوتهم وقراهم فكان بداية العولمة آنذاك لرؤية كل ماهو مفيد ما بين مصدق ومكذب لهذا الضرب من الخيال وآفاقه
فكانت المتابعة بعقولهم وقلوبهم على حداً سواء وبشغف كبير ( رغم ما كان يعترض طريق ذلك الشغف من عوائق )
فكان ما يعرض على تلك الشاشة الصغيرة يحترم عقلية المشاهد مهما كان جنسه وعمره ومعتقده
بداية من برامج الأطفال والتى راعت الجانب التعليمي والنفسي والذهني في المقام الاول مثل برنامج -
افتح ياسمسم ومحاربة الشر وانتصار الخير ومساعدة المحتاجين دائما وكانت تتجسد في أغلب المسلسلات الكرتونية منها على سبيل المثال ( سنان - هايدي - بشار - حكايات عالمية ) وغيرها الكثير اضافة لما يتم عرضه للكبار من برامج واعمال ثقافية علمية مثل البرنامج الشهير (بنك المعلومات - حروف ) وبرامج تعريفية ببعض مناطق مملكتنا الحبيبية وعادات وتقاليد أهاليها العربية الأصيلة إضافة الى المسلسلات التي لا تقل روعة عن الباقي مع وجود رقابة صارمة على كل مايعرض قبل بثه للمشاهدة.
وهنآ يلاحظ من عاش منهم( اقصد من جيل الطيبين) معاناة أطفالنا اليوم وهم يشاهدون برامج ومسلسلات والعاب الكترونية متعددة المصادر والقنوات على الشاشات اقل ما يقال عنها إنها
- هابطة- يتم إنتاجها على مراحل وأجزاء متتابعة تبدأ بالمجانية وتستمر بالتدرج والشراء وبالعملة الصعبة كما يقال تدعو في محتواها للانحلال الأخلاقي والعقائدي وبث سموم الكراهية والحقد وتعليم القتل والخطف والسرقة والرذيلة حتى مع المحارم والعياذ بالله وابتذال القيم الانسانية حتى وصلنا لما يسمى بالبث المباشر وغرف الشات والغرف المغلقة اسماً لا شكلاً ..
فهل من منقذ لما تبقى من أمل مندمل في صدور جيل الطيبين يخرج من يبدد بنوره ما يؤرقنا والخروج بوسائل وتقنيات تجتث كل ما يسير بأبنائنا نحو هاوية لاسبيل للخروج منها ويبقي لنا ما يحفظ قيم وكرامات أبنائنا
أظن أنه قد آن الأوان لذلك وبقوة ونتطلع إلى أبطال أعلامنا الذين يحملون لواء الشرف لمحاربة كل ما يمس ويعكر فكر وعقل المواطن السعودي تحت مظلة حكومتنا الرشيدة حفظها الله بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وما تمتلكه من امكانات بشرية وتقنيات مهولة أذهلت العالم قادره على التصدى لكل ما ينشر عبر وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي ولرد كيد الكائدين في نحورهم.
التعليقات 3
3 pings
ابويحيى
27/06/2024 في 10:06 م[3] رابط التعليق
مقال جميل من رجل رائع عاش الجيل الجميل
وشخص الوضع الحالي بكل دقة
(0)
(1)
شايب مراهق
28/06/2024 في 5:49 م[3] رابط التعليق
بصراحه انت وابو يارا رجعتونا للماضي الجميل
(0)
(0)
أحمد مسعد خليفه
27/07/2024 في 3:40 م[3] رابط التعليق
مقال جميل جدا جدا
(0)
(0)