يعرف الاحتواء، بأنه الطريقة التي يستوعب فيها أحدنا الطرف الآخر، ويشمله ويهتمّ به وبمشاعره، بشكل يغطّي جوانب حياته، وإنْ كان ليس للاحتواء عمرٌ، أو وقت أو زمن، إلا أنّ الشخص المحتوي يوصف بقدرته على رعاية غيره بشكل يشبه احتواء الأم لأولادها، واحتواء الأزواج لبعضهما، بشكل تبادلي ومتوازٍن وبحسب الدور الاجتماعي الذي يقوم به طرف نحو الآخر؛ فالأمّ مثلاً تتّسم باحتوائها لزوجها وأبنائها، كجزء من متطلبات دورها نحوهم.أما بالنسبة للرجل، فإنّ الطريقة التي يحتوي بها زوجته، تتمثّل بمنحها كل الدعم والاهتمام من النواحي العاطفية والجسدية والنفسية والاجتماعية، والسير معها بنجاحاتها خطوة بخطوة، وتقدير مشاعرها، واحترام مواقفها، والتوان مع متطلباتها.بينما يأتي الاهتمام به معنوياً ومادياً، والاستماع لهمومه ومشاكله، ومتابعة مشاريعه، والتفكير معه، والتجاوب مع توجهاته ومشاعره، والتخفيف من أحزانه ومشاركته فرحه، وهذا من متطلبات احتوائها لزوجها.ويقترن بالتعاطف معه وامتصاص غضبه، وإنْ كانت سلوكياته غير مُرضِية.ويشمل الاحتواء كافة الناس، ولا يجوز حصره على الآباء والأزواج فقط، لكونه يلتصق مع الأشخاص المسؤولين عن غيرهم بالرعاية..
كماأنّ الاحتواء يترك أثره ويتجلّى مفهومه بشكل أكبر، عندما يواجه الشخصان اللذان تربطهما علاقة معينة سواءً شخصية، أو مهنية، مشكلة ما، ويقوم أحدهما بحلها والوقوف إلى جانبه للخروج من أزمته.فعندما تشتكي الزوجة لزوجها من ضيق وغضب ينتابها، جراء موقف حدث معها، ولم يُنصت لها جيداً، في محاولة للتخفيف من آلامها، وفهمها بالشكل الصحيح، حينها قد تشتكي لأحد غيره يسمعها، وبهذا يمكن الحُكم على الاحتواء بالفشل، لعدم اكتمال عناصره، وتحوّله إلى "مراضاة فقط.فالحب أحتواء.والإحتواء لايعني البقاء بل أن تجيد الحضور ليس بالكلمات ولا الإهتمام فقط. الإحتواء هو الشعور بالأمان والتواصل الصامت وتوارد الخواطر وابتسامة الرضى التي تغنيك عن الآخرين من حولك الاحتواء اكثر احساس ممكن يجعلك ترتاح. وتحس لمجرد احساس ان هناك من يفهمك او يحس بك ..
كذلك الاحتواء يكتمل بالاحترام وهي صفة محببة وواجبة.فااحترامك للناس يجعلهم يحترمونك فاحترام النفس أول دلائل الحياة. ويعد حلية، بل حارس للفضيلة. ويتخلله احترام الذات في جميع جوانب حياتك.كذلك احتواء الاخرين واحترامهم واحترام مشاعرهم واحترام ذاتك مهم . فالمجتمعات لا ترقي ولا تسمو ولا تتقدم إذ لم يزرع في أبنائها كل معاني النبل والأصالة والاحترام. كلنا ندرك جيداً أن الاحترام حاجه نفسيه للإنسان (الطبيعي) كحاجته للهواء والماء والطعام.فالأرواح الراقية هي التي تحترم ذاتها وتحترم الغير، وتطلب بأدب وتشكر بذوق وتعتذر بصدق. لا تحاول أن تبحث عن الوجه الثّاني من أيّ شخص حتّى لو كنت متأكّد أنّه سيّء. يكفي أنّه إحترمك، وأظهر لك الجانب الأفضل منه. فالحب والصداقة والاحترام لا توحّد الناس فهناك بعض من الناس لا دموع لهم، تعتقد انهم جبابرة أو منافقون، لكنهم من الداخل يتألمون بصمت فهم يستحقون الاحترام.والاحتواء فالأمم الراقية لم ترتفع إلا بالعمل وبالحترام ما يعمله أفرادها. بالحب والصداقة والاحترام والعقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى لو لم يؤمن بها.