*اليوم نصوم تعظيما وإجلالا لقدرة الله الذي فرق البحر فكان كل فرق كالطود العظيم أي انحسر الماء وتجمد البحر كجبلين هائلين وظهرت اليابسة وسار موسى بينهما آمنا وقيل فُرق البحر اثني عشر طريقا على عدد أسباط بني إسرائيل.
*البحر الذي سخره الله ومهده يابسة أمام موسى وقومه هو بحر القلزم أي البحر الأحمر وتجاوزه حتى وصل لخليج العقبة كما ذكر .
*كلمة اليمّ في قصة موسى ذكرت تارة للدلالة على نهر النيل حين رمته أمه داخل تابوت خوفا من بطش فرعون فالتقطه آل فرعون أنفسهم بقدرة الله ونما وترعرع في قصرهم.
وتارة أخرى أشير إلى مكان غرق فرعون مرة باليمّ ومرات بالبحر فهل غرق فرعون في النيل أم في البحر؟
والجواب أن كلمة يمُ في العربية تعني "مُتَّسع من الأرض أصغر مِن المحيط مغمور بالماء المِلْح أو العَذب" وعليه ففرعون غرق في البحر الأحمر بعد أن خطا خارجه آخر رجل من بني إسرائيل وجاء فرعون فأحاطت به المياه التي كانت مجمدة بشكل جبلين عظيمين فسالت وعادت لطبيعتها، فمات غرقا.
*يوم واحد، صيامه يمحو ذنوب اثني عشر شهرا مضت، كرمٌ ليس بعده كرم، اقبل العرض ولا تفرّط .
*اليوم هو يوم استشعار العظمة الإلهية وإدراك القدرة اللامحدودة .
إن لم تعي هذا الأمر وتتشبع به خلاياك فلا نفع من دعاء يشوبه فتور وتزعزع وشك.
*هذه القدرة الإلهية التي تتجلى في هذا المشهد المعجز لابد أن تدفعنا في هذا اليوم أن نعلو بسقف الدعاء وطلب المعجزات وتحقيق الرجاءات وتفريج الكربات، فليس من كرب أعظم من بحر هائج أمامك وعدو قاتل وراءك، فتذلل لعل الله يجعل بحرك يبسا ويجزل لك العطايا وتؤتى سؤلك مثل نبيه موسى.
*أيها المهموم .. المكروب.. المحتاج.. المريض.. المنكوب.. الخائف.. المحسود.. المظلوم .. المحروم ..
أنت أحد هؤلاء ولاريب،
فتبتل إليه تبتيلا في هذا اليوم فهو منحتك وفرصتك .
*ربّ لك الحمد وإليك المشتكى .. اكتب لنا في عاشوراء فتحا كبيرا ونصرا عظيما وآية من آياتك ..
ربّ فرجا عظيما لكل مقهور من عبيدك، وشفاء عاجلا لكل مبتلى، ورزقا وعطايا لكل مكروب ومحتاج، كل وفق حاجته .
فأنت القادر المتعال الذي لا يعصى عليه أمر ..
أمطرنا من لدنك رحمة بقولك كن فيكون كما أسعفت موسى بمعجزة أسعفنا بقضاء حوائجنا وإن عظمت فهنّ أمام قدرتك صغارا.