يختلف مفهوم السلام ومظاهر الحياة المسالمة من شخص لآخر وفقًا لاعتقاداته وأسلوب حياته، فهنالك بعض الأساسيات التي لا يمكن أن تتغيّر ليعيش الشخص بسلام كابتعاده عن العنف وتسامحه مع الآخرين وامتلاك آراء معتدلة وتقبل ظروف الحياة.وخوضك لرحلتك من أجل العيش بسلام، إنما هي أسلوبك انت في حياتك لا يمكن لأحد أن يتحمَّل مسئوليتها. وأن تدرك أن العيش بسلام يتم على المستوى الداخلي والخارجي معًا.وهذا ليس بالأمر البسيط، لكن اهم شيء يمكن أن تعرفه أن تعيش بدون عنف (سواء من الناحية البدنية أو الذهنية أو الروحية أو غيرها) والعيش بطريقة ترسّخ الاحترام والتسامح.بينك وبين نفسك ومع الآخرين نعيش الحياة ونحترم ونحب بعضنا البعض بصرف النظر عن اختلافاتنا الثقافية والدينية والسياسية. فنحن جميعًا بحاجة لإيجاد السلام ومواجهة العوامل التي تدفعنا نحو العنف وتدفعنا للخوف والغضب وعدم التسامح وتفكك العلاقات الاجتماعية. في حال الاستمرارهذه المشاعر يجب أن نتجاهل الغضب الذي بداخلنا، لكي تهدأ العاصفة التي بداخلنا...
لذا لابد أن نسعَى للحب والتوقف عن محاولة السيطرة على الناس وعلى ما تؤول إليه الأمور في حياتك. و محاولة التسلّط على الناس وفرض إرادتك على الآخرين.وإجبارهم حتى وإن كان بنية حسنة والسلطة تسبب خللًا كبيرًا فالغضب والأذى ومحاولة السيطرة تجعلك في صراع دائم مع الآخرين.فعليك السعي لفهم الآخرين قبل محاولة تغييرهم والتسامح مع الاختلاف غير المؤذي واستخدام الإقناع والقيادة بطريقة ملهمة للآخرين. فالسلام لا يعني قبول الإهانة أو الخضوع وعدم الدفاع عن نفسك وإنما يعني بناء العلاقات طيبه يحفها الحب والاحترام والسلام بالحب تكون أكثر تأثيرًا واستمرارية من تلك السلطة المكتسبة عن طريق التهديد والعقاب.كذلك تعلَّم فن التفاوض وتسوية النزاعات و التواصل الحازم. فهذه المهارات الحياتية مهمة من أجل التواصل البنَّاء، حيث تساعدك على تجنب النزاع مع الآخرين أو تضمن لك على الأقل الخروج منها بسلام..
فليست كل النزاعات يمكن تجنبها وليست جميع النزاعات سيئة إذا كنت تعرف كيف تتعامل معها بمهارة فالوضوح هو المفتاح الأساسي لتجنب النزاعات نتيجة لسوء الفهم أو الالتباس.وايضا تجنب استخدام اللغة الآمرة أو الوعظ أو المطالبة أو التهديد أو الضغط بصورة زائدة عن طريق طرح الأسئلة التي تهدف إلى انتزاع الكثير من المعلومات. جميع تلك الأساليب في التعامل تخلق صراعًا مع الآخرين لأنها تشعرهم أنك تحاول السيطرة عليهم بدلًا من التحدث معهم كشخص مساوِ لهم.كن على ثقة بأن الآخرين قادرون على أن يحيوا حياة أفضل طالما كان ذلك ممكنًا. فقدم النصيحة كوسيلةايضاح لا تتدخل بها في شئون حياته وكتفي بطرح وجهة نظرك دون أن تنتظر منه أن يأخذ بها. من باب إلمامنا بالمشاكل التي نواجهها، ومن خلال تجاربنا الخاصة. فهنا يرسّخ السلام بدلًا من الاستياء؛ الاحترام بدلًا من التقليل من شأنه اجعل آراءك معتدلة.وغيرمتسرع ومندفع وتفتقر إلى التفكيرولتروي. ومعاملة الآخرين كما تود أن تتم معاملتك (القاعدة الذهبية)..
طوّر من حسك الفكاهي. الفكاهة هي السلاح السحري الذي يمتلكه الشخص المحب للسلام وكن متسامحً تسامحك في كل ما تفكر فيه وكل ماتقوم به من شأنه أن يصنع فارقًا في حياتك وحياة الآخرين من حولك. احترام الاختلاف وأفكار الآخرين وطريقة عيشهم، واعمل على تغذية الجوانب الإيجابية في داخلهم، حول كيفية التسامح أكثر في حياتهم والتفكير أمر مهم، فكم من ردود فعل متسرعة قد أدت إلى نتائج مأساوية بسبب عدم أخذ الوقت الكافي للنظر في الأمر من مختلف الزواياوتوقف عن رؤية الأشخاص من منظورك الشخصي وعِش في الحاضر وليس الماضي. التفكير فيما كان ينبغي أن يحدث ابقَ فقط على الأشياء الأساسية واتخَذ قرارات واعية بشأن ما يمكنه تحسين حياتك وتجميلها مع التخلي عن باقي الأشياء.عندما تشعر بالغضب، ابحث عن مكان هادئ لتتوقف فيه ثم خذ نفسًا عميقًا واسترخِ.اذهب للتمشية طويلًا.وعندما تستعيد هدوءك، انهض من مكانك واستكمل حياتك كأن شيئًا لم يكن اقضِ يوم في مكان هادئ يبعث في نفسك السلام الداخلي ..