حينما تقسو عليك الحياة، وتوجّه إليك ضرباتها المؤلمة، تذكّر دومًا أنّ أمامك خيارين: إمّا أن تستلم أو أن تتحلّى بالشجاعة وتقف من جديد.
ومهما بدا لك من أنّه لا حلّ أمامك، فالحقيقة أنّك دومًا تملك الخيار. لذا احرص على اتخاذ القرارات السليمة واختيار السبيل الذي يقرّبك من أهدافك. وركّز دومًا على التحسّن والتطوّر والتعلّم. عندما تفشل أو تتعرّض لموقف مؤلم، اختر أن تتعلّم منه حكمة تفيدك بدلاً من أن تختار قرار الاستسلام والعيش فاشلاً بقيّة حياتك.واجعل خيارك الدائم أن تحسّن من نفسك قدر الإمكان، فهذا الاختيار سيوصلك إلى مراتب عُليا في الحياة حتمًا.ففي كلّ مرّة تواجه موقفًا عصيبًا يُحزنك، توقف قليلاً وفكّر في مشاعرك، ثمّ تقبّلها كما هي، وعبر عن حزنك بالطريقة التي تناسبك، حوّل حزنك إلى قوّة دافعة للأمام. ويمكنك أن تبكي وتغضب، لكن يمكنك أيضًا أن تعبّر عن حزنك مثلا بالرسم أو الكتابة أو غيرها حوّل حزنك إلى طاقة، إلى شيء جميل يراه الآخرون. فمن قلب الألم ينبُع الإبداع ..
لذلك في كلّ مرّة تخفق فيها، اسعَ للتفكير في حلول وسبل لإصلاح ما أفسدته بدلاً من التركيز على النتيجة التي حصلت عليه وندب حظّك الذي أوصلك إلى هذه المرحلة.فلا يمكن لآراء الآخرين (سواءً كانت ضدّك أو لصالحك) أن تؤثر عليك ما لم تسمح لها أنت بذلك. لذا احرص دومًا إزالة الأصوات الخارجية التي تعيق سعادتك. ولا تتردّد في الانعزال بعض الوقت والإنصات إلى صوتك الداخلي العميق. خصّص بعض الوقت لتقضيه بمفردك أنت وأفكارك، ولتتأمل فيه الطبيعة وجمال الحياة من حولك. ستدرك حينها معنى السعادةالحقيقية وستعود مجدّدًا إلى حياتك الاعتيادية بمشاعر إيجابية تساعدك على مواجهة أيّ موقف أو عقبات تعترض طريقك.ولا بدّ أن تتأكد أنّ الحياة لا تخلو من المصاعب والأحزان، ومن دونها لا يمكننا أن نتعلّم أو نتطوّر. ولن يكون بوسعنا تقدير قيمة السعادة ما لم نجرّب الحزن. لكن يبقى من المهمّ دومًا أن ندرّب أنفسنا على التعامل مع الأوقات العصيبة بحكمة لضمان أن تمرّ سريعًا دون أن تحطّمنا أو تجبرنا على الاستسلام..
لا أحد منّا يفكّر خلال طفولته بالمفهوم العميق للسعادة. فهي بالنسبة له حينها أمر تلقائي يأتي بالفطرة. لكن مع التقدّم في العمر واكتشاف الحياة والغوص في أحداثها، تصبح السعادة فجأة أمرًا شديد التعقيد، وتبدأ في أخذ حيّز أكبر من حياتنا، فنقضي السنوات باحثين عنها ساعين للوصول إليها. وقد يضيع الكثيرون خلال بحثهم هذا فينسون حقيقة أنّهم على قيد الحياة.إن كنت واحدًا من أولئك الذين نسوا أنهم يعيشون فأنت تُحاول إحباط نفسك وتحطيمهاوتذكّر دومًا أنّ السعادة تأتي من العطاء، وإن كان لابدّ لك من أن تعطي، فابدأ بالعطاء لنفسك. في النهاية فالقلب المليء بالرضا والسعادة والله الوحيد القادر على منحها.فخذ وقتك للتواصل مع ذاتك وفهم ما تريده. ستغمرك السعادة في اللحظة التي تدرك فيها أنّ بإمكانك العيش دون الحاجة لإثبات نفسك للآخرين. كلّما فهمت نفسك أكثر، قلّ احتمال تعرّضك للأذى من الآخرين.فلا يمكن فصل الحزن عن الحياة. فمحاولة التخلّص منه نهائيًا أشبه بالشهيق دون زفير! وكلّما حاولت مقاومته أكثر ازدادت شدّته وحدّته.لأننا نعيش في عالم مليء بالعواطف ولا مفرّ من التعرّض للمواقف السيئة المُحزنة..