بين الوهم والفهم حرف فالكلمات وحروفها موجودة امامنا، وهي واقع لا مفر منه ويبقى لنا الخيار كيف نرتب حروفنا لنصنع طريقا خالي من الوهم ونبني فوق أهات الألم فهم وجسورا من السعادة والامل .ويعرف الوهم على أنه شكل من أشكال التشوّه الحسيّ، ويدلّ على سوء تفسير الإحساس الحقيقي، ويعرف أيضاً على أنّه إيمان الشخص بمعتقد خاطئ بشكل قوي، رغماً أنّه لا يوجد أدلة على وجوده أصلاً، كما عرفه البعض على أنّه شكّ، أو وسواس يصاب به الفرد ليرى بعض التصوّرات غير الموجودة على أنها حقيقة واقعة ..
لذا أنّ الأشخاص الذين قد تجد في عائلاتهم أفراد مصابون بمرض الوهم أو الاضطرابات النفسية عامةً يكونون أكثر عُرضة للإصابة بمرض الوهم، ومن هنا يُعتقد أنّ الجينات قد تلعب دورًا في الإصابة بالمرض.ويشير هذا إلى أنّ الآباء قد ينقلون الجينات الحاملة للمرض إلى أبنائهم كثيرٌ من سلوكيّاتك وتصرّفات وأفكار، غيرنابعةٍ من مُنطَلقٍ علمي أو فهمٍ واضح، بل مُنبعها في الحقيقةِ الوازع الديني والمستوى الثقافي لديك فالأفكار السائدة والشكّ ونقدها تمنع القناعاتِ من تحريرِ العقلِ من الأوهامِ والخُرافاتِ والأكاذيب،وبعدها من الحقيقة، وبالرّغم من أن الإنسانَ يحتاجُ إلى مجموعةٍ من الأوهام الفكريّة والثقافيةِ كوسائل تكيّف مع بعض الحقائقِ الصّادمة ..
كذلك البعض يستغلُّ عواطفَ وآلام وقلقَ الناس، وتُتاجرُ بجهْلهم وسذاجتِهم، وتبيعهم الأوهام، وتُقامر معهم بالصُّدَف والاحتمالات وعلمِ الغيب، وهذا كثير ينتشرُ في المُجتمعات المُتخلّفة فكرياً وثقافياً وإن الحقيقةَ دائماً ما تكونُ غيـر قابلةٍ أن تُصدَّق، فالبعض عندما يريد ان يجعلَ الحقيقة تُصدَّق، يضيف إليها شيئاً من الكذب والبعض لا يرغبُ في سماع الحقيقةِ، لأنّه لا يريد رؤيةَ أوهامِه تتحطّم فالشخص المُزيَّف المُتصنّع الثرثار بائعِ الأوهام، يضيف مادةٌ فُكاهية مثيرةٌ لكي يصدقه من حوله أمّا إذا كنتَ بسيطاً منطوياً متواضعاً قليلَ الكلام، يقنعَك بالجلوس ولكن في الصّفوفِ الخلفية بعيداً عن الأضواء. فنحنُ البشر، نُطارد الأوْهام في كلّ صوب، ثمّ نكتشفُ أنـّها أوهام.فنطردها وأظنُّ أن هذا يرجع إلى أن عقلَ الإنسان لا يحتملُ الحقيقة المُرّة، لذلك يخترعُ الوهْم لكي يعيشَ اطرد الأوهام لكي لاتصبُح ضحيةً ..
لذا أختارُ تصديقَ الحقيقةَ الأجمل والأقرب إلى قلبك والأقلّ إزعاجاً لنفسك.. وبهذا تكون ما تُسمّيه الحقيقةَ، أقربَ إلى الوهْم، فمن المُفزع والمُدهِش، أن تصطدمَ حين تتضح ببعض الحقائقِ حول كثيرٍ من قناعاتِك وأفكارِك وسلوكيّاتك وأمورٍ كنتَ تأخذها من أجل البحث عن الحقيقة،لا تفسد فرحتك بالقلق، ولا تفسد عقلك بالتشاؤم، ولا تفسد نجاحك بالغرور، ولا تفسد تفاؤل الآخرين بإحباطهم، ولا تفسد يومك بالنظر إلى الأمس ، فلو تأملت في حالك لوجدت أن الله أعطاك أشياء دون أن تطلبها، فثق أن الله لم يمنع عنك حاجة رغبتها إلا ولك في المنع خيراً ..