ما أن أطلقت أحدى القنوات الفضائية عبر برنامجها الشهير ( هوى المتاعب ) مسابقة الحلم - حتى تخيلت أني ذلك الرابح .
وأن ما حلمت به عبر السنين الماضية بالثراء سيتحقق بلا شك عبر هذا البرنامج.
تابعت كل الإعلانات التى تتحدث عن كيفية الاشتراك والاشتراطات حتى أكون رابحاً وعلى الفور قمت بتحويل رقم هاتفي من (مفوتر ) الى ( شحن ) خوفا من فاتورة صادمة وتخصيص مبلغ شهري بمثابة قسط سيارة او أعلى من ذلك لشحن الرصيد والمشاركة معهم بشعارهم (شارك أكثر تكون فرصتك للفوز أكبر )
بدأ البرنامج في عامه الأول بمليون ريال جائزة للفائز الأول
وهناك جائزتين لفائزين بمبالغ أقل وفي العام الذي يليه تضاعفت تباعاً بزيادة مليون ريال لكل عام وهكذا .
دفعني أكثر واكثر للمشاركات فالفكرة منه والغاية منه من أجلنا : كيف نحقق أحلامنا ؛
مرت السنة الأولى والثانية والثالثة وانا اشارك بمبالغ خيالية
وللأسف بلا فائدة الا أن ذلك لم يثني عزيمتي في الاستمرار وهو ما آثر بميزانية مصاريفي وسبب لي بعض المتاعب مع أسرتي وايضا تنمر بعض الأصدقاء والزملاء والسخرية اما بكلام مباشر آو رسائل بوسائل التواصل ولكني أصررتُ على المتابعة مما أحبطني
في ألسنة الرابعة تغيرت سياسة المسابقة واصبحت على ثلاث فترات للعام الواحد وزيادة المبالغ وعدد الفائزين لذلك قررت خوض غمار التجربة من جديد وتكون النهاية سواء فزت أو لا .
لحقت السنة الرابعة بسابقاتها
ولا شئ يذكر خاصة واني حلفت اكثر من مرة بعدم العودة لهذه المسابقة بعد عامي هذا .
آلا أن آمرا ما جعلني اغير فكرتي واكفر عن يمينى الذي حلفته لسببين الاول وصلتني رسالة خاصة من البرنامج بتسجيل اسمي من ضمن الأسماء الاكثر مشاركة في الأعوام السابقة وبالتالي سأحصل بالعام القادم على احدى الجوائز
ثانيا وهو الاهم زيادة المبلغ ليصل الى سبعة عشره مليون ... ﷼ ، ﷼ ينطح ﷼
لا أعلم هل هي مصادفة آو أن الحلم مع الصبر وصل
لتحقيقه
كيف توافق المبلغ المعلن عنه مع رقمي الذي اتفاءل به (١٧) والذي له مكانة خاصة في نفسي وذكرى عزيزة تجذبني له إذناً لا فرار من العودة
مع بداية السنة الجديدة وردني إتصال من القناة باني فائز باحدى الجوائز بدون تحديد مع عدد مختار كأكثر مشاركة في الأعوام الماضية
وهنا اتى اليقين برد الصاع صاعين لكل من سخروا مني وماهي الا مسالة وقت ويتم إعلان اسمي واضع اصابعي في عين كل ساخر :
وثقتي بالفوز بالمبلغ النهائي للمسابقة وفي رقمي التفاؤلي فهي مستحيل ان تكون صدفة
وصلنا للمرحلة النهائية بدأ البرنامج في يومه الأخير بربط الاحزمة ،،،،،،،.
ومع كل دقيقة تمر تزداد دقات قلبي اضعاف مضاعفة
ويظهر الرقم الخاص بهم على شاشة هاتفي .... يالله حلم والا علم
الوووو الوووو رديت وتلعثم صوتي واحسست بدوار واغماءة من هول المفاجأة تأكد لي صوت المذيع الشهير ووصولي لعالم الثراء ورأيت الشيك واسمي مسجل به وصوت الغطاريف من داخل البيت وورود الإتصالات من كل حدب وصوب ليبارك ....(الآن)
جلست قليلًا لألتقط انفاسي وبدات بترتيب الاولويات في توزيع هذى الملايين ما بين أستثمار وسداد ديون وجزء منه لبناء بيت العمر وسيارة عائلية وإكرام كل من وقف معي وكنت متأكداً اني يوماً ما سأفوز.
سأحقق ما كنت قد نسيته من أمنيات بالسفر حول ألعالم وتعويض ما فات
ولكن لابد من مرافقة معي لا يزيد عمرها عن ذلك الرقم (١٧ ) الذي كان مصدر الهامي .
فكرت من تكون ومن الزوجة المناسبة لرحلة العمر
وجدت ضالتي وقررت من الغد سأذهب لأبيها فخير البر عاجله أغمضت عيني وارتسم امامي المشهد بتلك الأهزوجة
قمري شل بنتنا قمري شلها وراح
قمري حصله قمر قمري شل كاذيه
قمري وامه راضيه !
وإذا بالصوت المعتاد قم صل قد قاموا الصلاة
واليوم معانا الا
قمري شلها وراح ... رح صل وتعال نتفاهم
من هي سعيدة الحظ .
ياله من يوم عسير