ظلم الناسِ للناسِ من موجبات غضب الله تعالى وسخطه، والظلم بين الناس أشكال ودرجات، فليس من ظلم وندم وطلب العفو وأعاد الحقوق لأهلها فتاب كمن ظلم واستمر في ظلمه فتجبر وطغى تختلف وتتعدد أسباب تفشي الظلم المسلط والبعض توسيع دائرة نفوذه وسيطرته عندما يشعر بأن الطرف الآخر لا يستطيع البعد عنه وأنه مهما فعل سوف يتحمل ظلمه مخافة من الدخول في صراع مع الظالم.لكن تأكد أن كلمة الحق قوة لا تصل بالضعف والخنوع تعوُّد الناس على رؤية الظلم أمام أعينهم وفي حياتهم اليومية مهما تألم المظلوم ومهما ما أحدث من أوجاع في أنفسهم ومع مرور الوقت قد يكون تعود على الظلم من الظالم وأصبح هذا أمر عادي وطبيعي، وهو لا يعلم أن تقبل هذا الظلم سوف يدمره..
لذا أصبح الظلم شيئا عاديا في مجتمعاتنا، فتفشي فلو أنكرناه فيما بيننا، وغيرناه بقلوبنا وساهمنا في تغييره بألسُننا وابعدناة بأيادينا لما طغى الظالم، ولم يسكت المظلوم وتجاوز واصبح ضحيةٍ .ولم يصبح الظلم عادة في نظر الناس.ويكفي أن نعلم بأن عين المظلوم لا تنام وأن دعوته ليس بينها وبين الله حجاب وأن الظلم ظلمات يوم القيامةفعندما يؤذيك شخص تهتم لأمره، يمكنك الاختيار بين أمرين؛ إما أن تظل غاضبًا ومستاءً، وتبعد عنه أو تسامحه وتمضي وتستمر بعلاقتك معه فمن منا لم يتأثر بتصرفات الآخرين أو كلامهم؟ وانتقادهم فعلاقك بشخص قد تسببت لك صدمة، كالتعرض للإيذاء الجسدي أو العاطفي او النفسي من شخص قريب منك. هذه الجروح النفسية وهذه المشاعر ستستمرمع الندم والمرارة والغضب، بل وتصل الى الكراهية أحيانًا..
كذلك إذا ظللت تتجرع مرارة الألم باستمرار، فقد تدفع ثمنًا غاليًا.فنلجأ أحيانا للمسامحة والعفو، حتى تسلك حياتنا وتستمر متمسكين بالأمل. لعل وعسى أن يتغير هذا الشخص ويتخلى عن ظلمه وسيطرتة على مشاعر الطرف الاخروالتحكم في تصرفاته ولكي نشعر بالراحة البدنية والعاطفية والروحيةوالنفسية نسامح فالتسامح يختلف معناه من شخص إلى آخر. وهو يعني بصفة عامة اتخاذ قرار متعمد بالتغاضي عن شعورك بالاستياء والغضب والألم .الذي قد يلازمك طوال حياتك. لكن يمكن أن تؤدي محاولة التسامح إلى تقليل سيطرة هذا الفعل عليك. ويمكن أن تساعدك على التحرر من القيود النفسية التي يفرضها الشخص الذي أساء إليك..
كما أن في بعض الأحيان،يمكن أن يؤدي التسامح إلى الشعور بالتفهم والتعاطف والرحمة تجاه الشخص الذي سبب لك الألم والجروح.ولا يعني التسامح نسيان الضرر الذي تعرضت له أو التجاوز عنه. ولا يعني أيضًا السعي لإصلاح ما فسد في العلاقه مع من تسبب في جرح مشاعرك. بل إن التسامح يجلب لك الشعور بالراحة التي تتيح لك التركيز على نفسك وتساعدك على الاستمرارك في الحياة.فحين تتعرض للإيذاء من شخص، وخاصةً إذا كان شخص تحبه وتثق به، فقد تنتابك مشاعر الغضب والحزن والارتباك. وتجد شعورك بالحقد والاستياء والعداء يزداد حدة. وإذا سمحت للمشاعر السلبية بالسيطرة على المشاعر الإيجابية، فقد تجد نفسك منغمسًا في الشعور بالمرارة والظلم. لذا تخلص من سيطرت هذا الشخص المسيء حتى لو سامحته فالمسامحة عملية تستغرق وقتًا طويلا ...