مما يروى عن الملك عبدالعزيز رحمه الله إنه عندما تقابل مع (بن رشيد) في معركة (روضة مهنا) دعاه بن رشيد للمبارزة فرفض وقال له (الحي لا يبارز الميت وأنت ميت ..)
لم يكن هذا الموقف ليقاس بمقياس الشجاعة بين الرجلين بل بمقياس الحكمة وفطنة كل منهما ..
كان ابن رشيد في حالة يأس ويدرك أنه سيُهْزَم طالما عبدالعزيز لازال حيّا .. لهذا كان شخصا انتحاريا على أمل أن يتمكن من قتل عدوه فيستعيد قوته وينجو مما يحيط به من هلاك ..
لكن الملك عبدالعزيز كانت حساباته مختلفة وهو يرى حالة اليأس التي عليها عدوه .. ويرى حتْميّة هلاكه الوشيك .
الذي أراه في موضوع إيران أنها تشبه حالة (بن رشيد) فالنظام الإيراني في حالة يأس ويدرك أنه سيسقط إذا استمر الحصار المفروض عليه ولهذا يستمد قوته واستمرايته وتماسكه وتشديد قبضته على الداخل الإيراني من خلال افتعال التصادم مع الخارج .
إن حالة اليأس التي يعيشها النظام الإيراني تجعله يتعجل بنشوب الحرب مع المملكة ويفتعل لها العديد من التحرشات وأخيرا هاهو يدعوها إلى المبارزة تماما كما فعل بن رشيد ..
لهذا اعتقد أنّ قيادة المملكة التي لها حساباتها وترى حالة اليأس التي يعيشها النظام الإيراني تدرك أن التصادم المباشر معه سيمنحه الفرصة للخروج من الحالة الحرجة التي يعيشها وتساعده في أن يتجاوز مشاكله الداخلية وانهياره المتوقع .