من وشوشاتِ الرملِ من وهجِ الضحى
من غيمةٍ للعشقِ كانت مَسْرَحا
أقبلتُ أرسمُ منك أولَّ قُبلةٍ
قامت على شفتيكَ كيما نُصبِحَا
ولمستُ منكَ الصبحَ فَوْقَ نسائمي
عبقاً وعِشْقُكَ عن فؤادي أفْصَحَا
وطنٌ عيونُ اللهِ من عليائِهِ
ترنو فتبصرُ زهرَهُ المُتَفَتِحَا
وطنٌ تباركَ في مرايا المجدِ لا
شيءٌ سواهُ لناظريه توضَّحا
في شاطئِ المَرِّيخِ منهُ بيارقٌ
خضرٌ وجيلٌ بالعلومِ تَسَلَّحَا
مُذْ وَحَّدَ الرَّاياتِ فيكَ مؤَسِّسٌ
والضوءُ يُلبِسُ من بهائِكَ ملمَحَا
عبدُالعزيزِ ونبضُهُ العربيُّ كمْ
بالمسْتَحِيلِ المستحيلِ تَوَشَّحَا
نادى بِحِيِّ على الرياض وموطنٍ
من عاشَ يخْلِصُهُ المَحَبَّةَ أفلحَا
كُلُّ النجومِ لِخِيْلِهِ أثَرٌ وما
زالتْ تذكِّرُنَا المَسِيْرَ الأنْجَحَا
تذرو أغاني المجدِ فوقَ حقولِنَا
الأغنى فتدعو قمْحَهَا كي تمنحا
ها نحنُ نعزفُ في ظلالِ ضيائِهِ
لحنَ الكمالِ مُعَتَّقَاً ومُنَقَّحَا
قد أكملَ الأبناءُ كلَ مسيرةٍ
ومَحَمَّدٌ كانَ الحفيدَ الأصلحا
ذو رؤيةٍ شَقّتْ طريقَ وجودنا
نحو الخلودِ وقد أبَانَ ووَضَّحَا
إنْ كان جَدُّكَ فاتِحَ الدنيا فقدْ
صَعَدَتْ خُطَاكَ إلى الفضاءِ لِتَفْتَحَا!
وطني الحُبِيبُ ويسرقُ المغنى فمي
وَيُصِيرُنِي للعاشقينَ مُوَشَّحَا
آمنتُ فيكَ بُحُبِّكَ الأنقى وإنْ
تَلَّ الفُؤَادَ إلى الجَبِيْنِ لِيَذْبَحَا
خذني فإنِّي طفلُكَ الأبهى وفي
طيني ومائي سِرُّ عِشْقِكَ بَرَّحَا
فأنا هواكَ وأنت بي معنى الهوى
وعسى الليالي بالمنى أن تسنحا
الشَّهْدُ يقطِفُ منك معنى طعمِهِ
وفمُ النبيذِ إلى كُؤُوْسِكَ ألمحا
بغمائمِ الترفْيِهِ صَوْتُ حَمَامِنا-
المكبوتُ في سَفْحِ الحياةِ تفسَّحا
وشذا البراعمِ والعصافيرُ التي
رَسَمَتْكَ لَحْنَاً بالنَّخِيلِ مُجَنَّحَا
واستمطرتَكَ زَنَابِقَاً فمنحتَها
مطراً مُسِيْقِيَّاً أنارَ وفَتَّحَا
وأتيتُ يحملني خشوعُ مآذني
لك مخلصاً لا كاذباً متبجِّحا
من نشوةِ البارودِ في حدِّ الجنوبِ
ومنْ ذُرَى نَصْرٍ بِجِيْشِكَ أَصْبَحَا
ها أنتَ تضحكُ في شفاهِ رصاصِهِمْ
وتصافِحُ النَّصْرَ العظيمَ الأمْلَحَا
التَّضْحياتُ لأجلِ عينِكَ راحَةٌ
من ليسَ يخسَرُ في العُلَا لن يربحا
نُحْنُ النُّقُوشُ ونخْلَةٌ أسوارها
سيفانِ من نورِ الإلهِ تَصَفَّحَا
سيفانِ أَنْعَمُ من مشاعرِ عاشقٍ
لم يظلما، لم يغدرا ،لم يسفحا
لكنْ إذا شَمَّا الخيانةَ أغرقا
وجهَ السَّمَاءِ دَمَاً فأضحى مَسْبَحَا
كم قامتِ الأوغادُ تطعنُ ظَهْرَنا
واستأجروا بعضَ الكلابِ لتنْبَحَا
وطني لهم قد كان أجملَ جنَّةٍ
وَغَدَا لهم عند الخيانةِ مذبحا
وطنٌ إذا كانت جماجمنا له
حِصْنَاً فكيدُ خصومه لن ينجحا
كالأمنِ والجيشِ المُظَفَّرِ شعْبُنُا
عينيهِ في كُلِّ اتجاهٍ فَتَّحَا
وطني وكعبتك الشريفة ُ قِبْلَتِي
عَوِّذْ بُحُبِّك أحْرُفِي كي تنْفَحا
إن تبرحِ الأرواحُ عن أجسادنا
لهواكَ عن مجد العُلا لن نبرحا