الهدوء من أجمل الأوقات التي نستمتع بها تعطينا التركيز الجيد، والصامتون تريحهم الكتابة، حتى وإن لم يراها أحد حتى وإن مسحوها بعد كتابتهم إياها، المهم أنهم كتبوا فالكتابة حديثهم وكأنها أصواتهم. إن لنا لساناً واحداً وأذنين لنعلم أننا ينبغي أن ننصت أكثر مما نتكلم لا شيء يكتب ويحكى بكل تفاصيله، هناك أشياء مختبئة ربما تكون أكبر من كل الأشياء المصرح بها ألجئ إلى الصمت عندما يكون من أكلمه أقل من مستوى الكلام (لسانك حصانك إن صنته صانك وإن أهنته هانك) أبلغ الناس أحسنهم لفظاً وأسرعهم بديهة (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) فمن يلزم الهدوء لا يكثر الكلام عن ماضيه خوفا من فقد حاضره ولا تظن ان الهدوء يدل على الرضا، لكلّ إنسان شيء في داخله يؤلمه ويعذبه لا تنطق بالكلام إلا إذا كان كلامك افضل من صمتك فالقلب لا يستطيع أن يعيش في هدوء بلا كلام وإن جرحك أحدهم، إما أن تصمت وإما أن تقول قولاً يلجمه.كلنا سنكون بخير لو تجاهلنا أشيّئاً فالصمت أبلغ من الكلام فالعاقل هو من يعرف متى يتكلم ومتى يصمت في هدوء ففي الصمت حياة، وما بين الاثنين تفاصيل لا أحد يدركها اختبر كلامك قبل أن تتحدث واختر الهدوء الذي لا يخرب صوتك لأنه عندما يغيب المنطق، يختفي الهدوء ويرتفع الصراخ إن الخالق سبحانه وتعالى قد خلق لك أذنين ولساناً واحداً لتسمع أكثر مما تقول، لا تقول أكثر مما تسمع. اختر كلامك قبل أن تتحدث، وأعط للاختيار وقتاً كافياً لنضج الكلام، فالكلمات كالثمار تحتاج لوقت كاف حتى تنضج وتنمو في هدوء وسكون، لكي تكون شخصيتك ..
كمان في وسط معترك الحياة نجد الضمير الهادئ والتفائل هو الطريق للإنسان الهادئ فيمنحك هدوء الأعصاب في أحرج الأوقات تكلم وأنت غاضب فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك. وعندما تدخل في نقاش، حافظ على هدوء أعصابك، أما منطقك إذا كان سليماً فسوف يعتني بنفسه لو امتنع الناس عن التحدث عن أنفسهم وتناول الغير بالسوء، لأصيب الغالبية من البشر بالبكم فالإنسان يشعر بالهدوء في مواقف الخوف عندما يتخيل أسوأ ما يمكن أن يحدث، ويقنع نفسه بأن حياته لن تنتهي فحدد بعض الوقت لأصدقائك، وبعض الوقت لأهلك، وبعض الهدوء لنفسك، ولا تخاف على مستقبلك ف النجاح سيتحقق بإرادة الله سبحانه لا تتكلم إذا وجب عليك السكوت ولا تسكت إذا وجب عليك الكلام. الهدوء يحتاج إلى الكثير من الضجيج يكفي لإتقانه واذا كنت تمتلك موهبة الصراخ لا تترك لسانك يسبق عقلك من يستطيع أن يتصور الحياة خالية من الكلام، كما ان السكوت جميل ولكنه كلام في ذاته كلام تهمس به النفس بلا صوت ولا حركة ما تفهمه من كلامي فهو لك وما لا تفهمه فهو لغيرك هذه الحياةّ لم تأت على مزاج أحد، سنعيشها بحلوها ومرها، فلا تؤلموا أحداً فكل نفس مليئة بما يكفيها ما أكثر المتكلمين وأقلّ السامعين فلا نسمح لاحد ان يدخل عالمك، ويقترب منه بسهولة، حفاظاً على استقرار نفسك فالسكوت نوع من الكلام ليس غروراً، لكنّنا تربينا وتعلمنا على يد رجل عظيم لا ننحني إلا للواحد الأحد.
(خير الكلام ما قل ودل ولم يملّ) اجعل سرك في واحد ومشوارك في ألف تحتاج إلى براعة لكي تتكلم وإلى براعة أكثر لكي تصغي لا يجب أن تقول كل ما تعرف ولكن يجب أن تعرف كلّ ما تقول الهدوء يزيد المرأة جاذبية إن أرفع درجات القيادة البشرية هي معرفة مسايرة الظروف وخلق سكينة وهدوء داخليين على الرغم من العواصف الخارجية. فالإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم لو تحدث الناس فيما يعرفونه فقط لساد الهدوء أماكن كثيرة. لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين، فلا تنسى أنّهم مثلك لهم عيون وألسن لحظات من الخلوة والتأمل تحقق لي الهدوء والتوازن والتركيز، وتدفع في نفسي قوة هائلة لمواصلة الطريق. كن مستمعاً جيداً لتكن متحدثاً لبقاً. منحني الله الشجاعة للإقبال على تغيير الأشياء، لذا أقوم بتغييرها، ومنحني الهدوء لأتقبل ما أعجز عن تغييره، كما منحني الحكمة لمعرفة الفرق بين الأمرين لا خير في الصّمت بلا حكمه ولاخير في القول بجهل العمل والراحة وجهان لعملة واحدة، ففي العمل تشعر أنك تنجز وتنمو وتتقدم، وفي الراحة التي تحصل عليها تشعر بالهدوء النفسي الذي يساعدك في إنجاز أكبر في عملك فالصمت لغه فربما ما يدور حولنا احيانا لا يستحق الكلام بالصمت نتأمل جمال عظمة الله سبحانه، لذا يجب عليّك أن تتحلى بالهدوء كهدوء الليل فيه يسكنك الجمال والنقاء ويسكنك الطهر، لكن قليل من هم يبصرونك ..