مات المعلم السوري الأستاذ أحمد بدوي عيوير وهو يحلم بيوم تتحرر فيه سوريا من بطش حكومة الأسد العلوية والشبيحة ومن ساندهم بالتنكيل بالشعب السوري وخاصة بأهل السنة مات وهو يحلم بأن يشاهد الكل يعيش في سوريا بأمن وأمان مات وهو يحلم بسماع الأذان بالمساجد والكل يؤدي صلاته باطمئنان وخشوع وتلاوة القرآن دون تضييق وزج في السجون مات وهو يتمنى يشاهد
أقاربه الذين زج بهم الأسد وغيبهم في سجونه المظلمة دون أن يعلموا ماهو السبب سجنهم وانقطعت أخبارهم عن أهلهم ولايعلمون هم أحياء أو أموات هذه قصة المعلم السوري أحمد بدوي والذي عاش في السعودية لحوالي ثلاثين عام وتحديدًا بمنطقة جازان مدرسة الجيانية الابتدائية التابعة لمحافظة الطوال سابقاً وحالياً تتبع محافظة صامطة إدارياً وخدميًا فقد حضر إليها عام ١٣٩٨ هجرية وكانت المدرسة مبنية من الجريد والخشب مؤقتُا فقام برغبة منه بمساعدة الأهالي في البناء وتقطيع وإحضار الخشب والجريد لتكملة مرافق المدرسة من الخشب والجريد وغيره وقام بعمل الأبواب وصيانة بعض الفصول البسيطة في بداية العمل بالمدرسة كمديرًا لها حيث كانت مدارس القرى والهجر في ذلك الوقت تستأجر الوزارة مباني جاهزة من المواطنين مؤقتًا حتى يصلها المشروع عند وجود الأرض الحكومية ويتم استخراج صك لها ثم يعتمد المشروع الحكومي وتبنى المدرسة من الطوب وهذه الاجراءات تحتاح وقت طويل في ذلك الزمن وحاليًا لم تعد هناك مبان مستأجرة فكلها أصبحت حكومية وعلى أفضل طراز معماري مدرسي وبها كل الخدمات من كهرباء وماء وتكييف حكومي ومظلات مناسبة بالمبنى وملاعب مهيئة مجهزة والطلبة ينقلون عبر باصات حكومية مجانية مكيفة للمدارس البعيدة أثناء عدم وجود المرحلة الدراسية بالقرية أو الحي أو صيانة المدرسة أو بعض الظروف الاستثنائية وتصان المدارس بإستمرار بفضل التطور واهتمام القيادة الرشيدة بهذا الجانب
وصراحة وشهادة للتاريخ أن المعلم السوري أحمد بدوي كان يعيش بين سكان القرية كأنه واحد منهم ويساعدهم في العمل بما يحتاجون حيث قام بعمل ونجارة أبواب ونوافذ المسجد الجامع بالقرية ونوافذ وأبواب المدرسة من الخشب ولم يستمر هذا المبنى المدرسي طويلًا حيث قامت الحكومة حفظهالله ببناء مدرسة حكومية من الطوب والبلك بها كل التجهيزات الكاملة وتم إيصال التيار الكهربائي لها بعد وصوله للقرية
وكان المعلم السوري أحمد بدوي لايتوانى عن عمل ومساعدة من يحتاج لمساعدة فيما يجيده كالنجارة والكهرباء والبناء مجانًا ولايأخذ أي مقابل وكان يقوم بصيانة أي بيت يسكنه ولحب أهل القرية له سكنوه مجانًا ولايأخذون أي إيجار للسكن الذي أعطوه ليسكن به هو وأسرته وعندما وصلت الكهرباء للقرية كان يقوم بتسليك مباني المواطنين مجانًا دون أي مقابل من خلال إلمامه بتوصيل اللمبات والمراوح والمكيفات بالمنازل حيث كانت الخبرة قليلة لدى السكان في هذا المجال وعدم وجود المختصين من الفنيين بهذا المجال بالقرية حينها
ولايوجد فنيين كهرباء على نطاق واسع كما هو اليوم وكان محبوبًا من الجميع ويعتبرونه هو وزوجته وأولاده كواحد منهم يتواصلون معهم ويزورونهم ولاينقطعون عنهم في أي مناسبة او ظرف ويساعدونهم بما يستطيعون كالأخ وأخيه الرجال مع الرجال والنساء مع النساء حيث رزق بأغلب أبنائه في منطقة جازان قرية الجيانية التابعة لمحافظة الطوال سابقًا في ذلك الوقت فعاش محبوبًا متعاونًا يعامل كأنه واحد من المواطنين وكشاهد على ذلك تعينت أنا بمدرسة الجيانية كمعلم أنا وزميلي بالتخرج الأستاذ علي حمد متعب و زميلي الأستاذ محمد أحمد ماطري عام ١٤٠٨ وكان هو مديرًا لمدرسة الجيانية الإبتدائية بعد أن بنت الحكومة مدرسة حكومية مسلحة وبها كل المستلزمات والتجهيزات كمبنى حكومي متكامل وبها التكييف والكهرباء وبحكم قلة الخبرة لدينا كوننا جدد على عملية التدريس وقف بجانبنا وكان يوضح لنا كل شيء وكل جزء في العملية التعليمية بخصوص التدريس بحكم خبرته وإلمامه السابق وميسرًا لنا بالجداول والمواد مع حرصه الشديد على تعليم الطلاب وإكسابهم الخبرة والتربية والمهارات والفائدة وكنا نشعر بمعاناته في وطنه
من خلال كلامه عن السعودية وحبه لها فكان يقول السعودية وطن مبارك خيرها على شعبها وخيرها على كل الشعوب فالإنسان هنا يعيش في نعمة ورخاء أمن وأمان وحرية في العبادة بكل يسر وسهولة ورغد في العيش وحكومة عادلة همها رغد العيش للمواطن والحرص على رفاهيته وعدل لاظلم ولا إعتداء على أحد والناس سواسية بلا تمييز والحدود والحقوق محفوظة للجميع والحكم بكتاب الله ومن يسعى فسادًا أو يعتدى على حقوق الآخرين يعاقب بما في كتاب الله
وكان يشعر هنا في السعودية بالأمن والأمان والراحة وممارسة العبادة بكل حرية ويتمنى لو يعيش فيها للأبد بحكم أوضاع الظلم والتنكيل والمضايقات التي كانوا يواجهونها بسوريا في عهد أسرة الأسد حتى أنه كان يقول إن حامل القرآن كان هناك إذا وجد ينكل به ويعتبر مجرم والتشديد والتضييق والمراقبة والمنع لمن يرتاد المساجد وحلقات القرآن كانت تمنع
وكانوا لايجرؤن على الدفاع عن أنفسهم أو قول كلمة الحق هناك مات وهو يتمنى أن تعود سوريا لحضنها العربي ويعود الأمن والأمان والحرية وممارسة العبادة بها وقراءة القرآن بحرية وبعد نهاية خدمته عاد لسوريا مع أولاده بعد ان درس أولاده في السعودية حتى الثانوية واكملوا هناك وتخرجوا وأصبح منهم الدكتور والمهندس وبحث لهم عن عمل بالسعودية وعادوا وعملوا بها
ولا زالوا وبعد التضييق علي أسرتهم بسوريًا وتشريد السوريين من وطنهم ونزوحهم انتقلوا للأردن ووفاه الأجل هناك رحمه ألله تعالي وأسكنه فسيح جناته وكان يتمنى يوم تتحرر سوريا من نظام البطش والتنكيل والوصاية من الأحزاب الخارجية التي قتلت ونكلت بأهل السنة هذه قصة واحدة لمواطن سوريا عاش في السعودية كمواطن سعودي يجمعه بالسعوديبن ويجمعهم به الدين والعروبة والأخوة والحب والتعاون مثله مثل الألاف من السوريين المتواجدين على أرض هذا الوطن المعطاء والشعب النبيل والحمدلله أن عادت سوريا لعروبتها ورفع الأذات بها وعادت المساجد تصدح بالآذان وامتلأت المساجد بالمصلين ورجع الشعب كأسرة واحدة في حرية وأمن بمختلف الشرائع
- 31/01/2025 محافظ محايل يدشن فعالية منتزه صدع الأصمين
- 31/01/2025 الرياض ينتصر على الوحدة بهدف دون رد
- 31/01/2025 الأهلي يكسب نقاط العروبة بثنائية نظيفة
- 31/01/2025 النصر يفوز على الرائد بثنائية في دوري روشن
- 31/01/2025 محافظ صامطة العمري يكرم الموظف علي حكمي بجائزة الموظف المتميز لشهر يناير 2025 بالمحافظة
- 31/01/2025 محافظ صامطة الدكتور العمري في زيارة تفقدية لمستشفى صامطة العام
- 31/01/2025 غرفة جازان توقّع اتفاقيات استراتيجية لدعم سوق العمل وتأهيل الكوادر الوطنية بالمنطقة
- 30/01/2025 أمانة الشرقية: تنفيذ أكثر من 800 منشأة غذائية وتجارية بالظهران للتأكد من تطبيق الاشتراطات البلدية
- 30/01/2025 صندوق تنمية الموارد البشرية يبحث تعزيز التعاون الدولي مع وفد من المراصد العالمية لسوق العمل
- 30/01/2025 “التجارة” تضبط استراحة مخالفة استغلت للغش في أسماء وعلامات تجارية لشركة دواجن وهمية
المقالات > المعلم السوري أحمد بدوي الذي أحب السعودية وعمل وعاش بها ومات وهويتمنى يشاهد يوم تتحرر سوريا
✍️ - يحيى حسن حمدي
المعلم السوري أحمد بدوي الذي أحب السعودية وعمل وعاش بها ومات وهويتمنى يشاهد يوم تتحرر سوريا
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/334176/