يولد الإنسان حرًا، ولكنه في كل مكان يجر سلاسل الاستعباد. إنما خلق الإنسان ليعمل كما خلق العصفور ليطير. فالانسان يصبح عظيماً بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان.وهو الذي يرى الأشياء كما يريد فهناك أشياء تبدو قبيحة أو جميلة نتيجة وجهة نظر المتأمل، فالجمال ليس القائم خارج ذات الإنسان، ولكن الجمال الحقيقي هو الموجود في داخل الروح الإنسانية. فنحن نعيش في عالم خطير،والإنسان قبل أن يتعلّم يحكم على نفسه لأنه منبع الإنسانية بقلب صامت وعقلانيه فبعض البشر يصل إلى رتبة تحسده الناس عليها وإذا أراد الإنسان أن يعيش حقاً فعليه أن يعمل ويكون جريئاً فالتاريخ يعلم الإنسان الدروس، ويجعله أكثر وعيا وأقدر على اتخاذ الخطوات المناسبة. وأعمق موضوع في تاريخ الإنسان ھو صراع الشك والیقین. ويبدأ الإنسان مسيرتة في الحیاة عندما يستطيع أن بعيش خارج نفسه. فإن الانسان الذي لا يعرف أن يصغي لا يمكنه ان يسمع النصائح التي تقدمھا الحیاة في كل لحظة كما أن العمل يبعد عن الإنسان ثلاثة شرور السأم والرذيلة والحاجة. ويهرم الإنسان حين يتوقف عن التطور والتقدم. حتى إذا امتلك الإنسان المال وتمتع بالصحة لن يتوقف عن التساؤل إن كان سعيدًا أم لا فالإنسان وهو أعمى يسير في الطريق الصحيح والقشة في البحر يحركها التيار والغصن على الشجرة تحركه الريح والإنسان وحده هو الذي تحركه الإرادة ...
كما أن قيمة الإنسان بأخلاقه إن كان لا بد من العصبية، فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال. ما أعرفه هو أن الفعل الأخلاقي هو الذي تحس بعده بالراحة، وغير الأخلاقي هو ما تحس بعده بعدم الراحة. افضل شيء في الإنسان أخلاقه وإخلاصه وتقواه ومن حلم علم، ومن صدق في عمله هذا هو منبت الفضائل ليس الكمال الأخلاقي الذي يبلغه المرء هو الذي يهمنا، بل الطريقة التي يبلغه بها نحن لانرضى إلا حياة الأحرار، ولا نرضى إلا أخلاق الأحرار ولا تكتمل أخلاق المرء، إلا بالعمل الصالح وعدم الاهتمام بمدح الناس وذمهم إياه. فاصحب الناس بأي خلق شئت يصحبونك. إذا جاريت في خلق دنيء، فأنت ومن تجاريه سواء. فالإرادة هي أم الأخلاق. والعمل هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الأخلاق. والخوف أبو الأخلاق وهي بها تقديس للحياة.والسعادة والواجب الأخلاقي متصلان لا ينفصلان عن بعض لا شيء في العالم يفسد الأخلاق كالمال. وأساس الأخلاق أن تمتنع نهائياً عن الكذب ..